ظلتْ دولة الإمارات تدفع بهذا الظلام نحو مدينة تعز منذو فترة مابعد عاصفة الحزم بزمنٍ ليس ببعيد ربما لنصف عام ، وحتى يومنا هذا ، فلقد حاولت إغراق هذه المدينة مستخدمةً شتى وسائل الإغراق ، في الظلام الدامس الذي تعيشه عدن-العاصمة المؤقتة. منذو تحريرها وحتى يومنا هذا ولم تتوقف آلة الإغتيالات الخبيثة التي تعمل على تجريف كل معني للحياة ..
فهي ، أي أبوظبي ، لم تتوقف للحظة عن البحث عمَّ ما من خلاله أن يغرق هذه المدينة ، فلقد جربت أكثر من وسيلة بالغة الخطورة والقذارةِ معاً ، وما هذا التأرجح الذي تعيش في ظلاله مدينة تعز إلا نتيجة عدم قبول قادة جيشها وأبنائها بالمشاريع التمزيقة والضيقة .
جربت بدايةً ،في إستقطاب "أبي العباس" ،واستخدمه كورقة سميتُها في مقال سابق بــ "إرباك المدينة عسكرياً"فقامت بدعمه وتسليحه ،وتقوية ، فصنعته من اللاشي ليصبح قائداً ، له الصوّلات والجولات ، ولدرجة أن يصبح مايمتلكه من معدات حرب أكثر وأقوى مما يمتلكه الجيش في تعز .. كانت قيادة المحور تتسلم بعض المهمات العسكرية ،بعد جهد مضني ومتابعات مطولة ومعقدة ، بينما كان "المصنف إرهابيا"يأتيه الدعم الكامل بدون عناء ومشقه. ثم بدأت تستخدمه في تنفيذ الإغتيالات بحق أفراد الجيش وآخرين من الشخصيات الإجتماعية البارزة . إحتمى "القتلة"في مربعه ، وأبى تسليمهم للجنة الأمنية المختصة ، وقاد عدة هجمات ضد مواقع الجيش في المدينة ،
وسيناريوهات آخرى ، وبعد أن تم كشفه للرأي العام اليمني والدولي المهتم بشأن اليمن ، أقر الخروج من المدينة عبر قناة إماراتية ثم تلى بعد ذلك ببيان مكتوب. أخرجته أبوظبي شكلياً ،لإستخدامه في سيناريوا آخر ..
وقد بدأت...!
ثم لجأت بعد ذلك لورقة أخرى من نوع أخرى تماماً ، وشرعت خطة جديدة وسناريوا جديد ، وقد سمتُ أيضاً هذا النوع في ذات المقال المنشور سابقاً على مدونات الجزيرة بــ"الإرباك المدني"في هذه الورقة استخدمت المحافظ"أمين محمود"فنشبت صراعات معقدة ومتعددة الأوجه بين المحافظ وقيادة الجيش في تعز ، أخذت وقتاً من الزمن وزادة المدينة أكثر تعقيداً ..ولذا نلاحظ أننا من حين تولي أمين محمود تقاليد السلطة المحلية في تعز "لم تخطو المدينة كثير من الخطوات"سوى بعضها وبأماكن متفرقه ، أعتقد أنها: للفت الأنظار! وفشلت الإمارات مرة أخرى ، أمام مدينة لاتقبل ماليس يُقبل به!
وهاهي تلجأ اليوم لورقة أخرى ، وسيناريوا جديد تماماً ،ومن زاوية مختلفة وغريبة هذه المرة ، اسميته بــ"الإرباك التفكيكي"وهو الإرباك الأشد خطورة والأكثر تعقيداً ، وهذا متوقع ، من عدو يراك بعين إدلوجية أخطر وألد أعداءه ، فالإمارات تعتقد إعتقاد غبي ، بأن تعز تقع تحت سيطرة الإخوان المسلمين ، وأنه يجب سلبها منهم بأي وسلية كانت ،حتى وإن كانت لا تراعي أدنى الحقوق الإنسانية أو الأخلاقية أو الدينية! فإذا فشلت في الورقة الأولى ، جربت ورقة أشد منها ، وإذا فشلت في ذلك ، قدِمت لفعل ما هو أخطر مما سبق! ولن تتوقف ، وقد تفعل ماهو أقذر من كل هذه السيناريوهات والإحتمالات..هذه المرة دخلت لتعز من داخل جيشها من حيث القوة التي بمقدورها تغيير المعادلة ..
وهو مافعلته تماماً في عدن ، حيث ألقت بخبائثها وإجرامها(لشلال كرجل عسكري )(ولبن بريك كرجل دين سلفي )وماذا حدث بعد ذلك ؟ الجميع يعرف : حل الظلام الدامس والخوف والقتل والرعب وتجريف للمعاني السلم والتعايش بل تجريفاً للحياة بأكملها ، فعدن اليوم ليست عدن الأمس .. وفي تعز وجدت نفس الشكلين ، ليقوموا بذاتِ المهمة :إغراق المدينة بالظلام الدامس:(الحمادي كرجل عسكري) و (أبوالعباس كرجل دين سلفي). خرج ابوالعباس ، وعاد للمدينة من الخلف ، وبيدا الرجلان يجندان بشكل داعي للقلق والخطورة خارج إطار الشرعية ودون علم الحكومة الشرعية المؤسستين الأمنية والعسكرية في تعز ،ذكر تقرير للموقع بوست بشكل مفصل :حركة وعملية التجيند التي تجري في التربة/تعز ، مكان تواجد اللواء 35 : التحشيد ، التجنيد ، التحرك المشبوه ، الدعم الضخم الآتى من مقر قوات التحالف بعدن ، من مختلف الآليات العسكرية والآسلحة ، حتى أنه ذكر أسلحة" كاتمة صوت"..!!!!
تُزامن تلك الحركة المشبوه ، حركة إعلامية بنفس الدعم والقوة بمختلف وسائل التواصل الإجتماعي ، للتشويه وللنيل من قادة ورموز الجيش الوطني بشكل يتضح للمتابع البسيط أنه ممنهج وقذر ..إضافة لذلك سرد من قبل تلك الأبواق ، بطولات تاريخية للرجل ، أكبر من حجمه ، وهو من حافظ على قوة اللواء ، أثناء دخول الحوثي تعز ، ومنع الشرفاء من استخدامها ضد العدو القادم من مران حتى تسلَمها الحوثي كاملة. وقبل هذه التفاصيل وهي كثيرة أنه قَبِل الإرتماء بحض الإمارات ليُلحق الأذى والظلام بهذه المدينة ، كما سبقه إرتماء شلال بذات الحضن.
السؤال :لماذا يفعل الحمادي كل هذا ؟
وقد كانت قوة تعز العسكرية موحدة وكتلة واحد ؟ لماذا يحاول شق الصف الوطني وتفكيك قوة الجيش المتماسكة؟سأجيب أنا حتى لايتعب أحد" أنها وعود السلطة والمال الواهية التي لاتُقيمها الإمارات إلا على أشلاء الأبرياء والشرفاء وحماة الوطن.
مشروع الإمارات هذه المرة قادم عبر الحمادي وبقوة غير مسبوقة وبتكتيك إستراتيجي عسكري إستخباراتي.. الخطورة محدقة بمدينة الكفاح والإمارات تدفع بقوة ،والأجندة وصلوا لدرجة أنهم :سيفعلون مايؤمرون.
على أبناء المدينة أن يقفوا صفاً واحداً لدرء هذا الخطر القادم ، وإلا فظلام عدن الدامس قادم برغبهِ ووحشيته..!
رغم ما مضى ومؤشرات ماهو قادم، أقول : ثمة حقيقة تاريخية يجب على الجميع معرفتها وهي أن هذه المدينة عصية ، وقد أفشَلت كل المحاولات التي أرادة النيل منها على إمتداد التاريخ ، وكما فشلت الإمارات في إرباكها عسكرياً وفشلت في إرباكها مدنياً ستفشل مرة ثالثة بإرباكها تفكيكياً.!