قبل كل قول، أتقدم إلى حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان والشعب التركي الصديق المحترم بأحر التهاني القلبية على تحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الجولة الأولى من الانتخابات لهذا العام، والتهنئة موصولة إلى كل محبي ومناصري التوجه الوطني الديمقراطي الذي يقوده الزعيم رجب طيب أردوغان، ذلك التوجه الذي حرمنا منه في كثير من أوطاننا العربية.
(2)
حزب العدالة والتنمية التركي ظهر على المسرح السياسي في تركيا في الرابع عشر من شهر أغسطس 2001 بزعامة المؤسس رجب طيب أردوغان، هذا الزعيم خرج من رحم الشعب التركي الصديق المحترم، من أسرة فقيرة لم يرث سلطة ولا مالا، بعرق جبينه راح يبني نفسه ويعدها لليوم الكبير الذي يستطيع أن يقدم خدمة لوطنه وشعبه، ولن أستعرض سيرته الذاتية فقد كتبها الكثير من المهتمين بسير الزعماء وهي على معظم المواقع الإلكترونية، إنها سيرة مشرفة ونضال متواصل من اجل الوصول إلى المكان الذي يحقق فيه طموحات وآمال الشعب التركي.
اليوم وصل أردوغان إلى ما كان يسعى إليه في قيادته لتركيا، فحقق إنجازات على المستوى الاقتصادي، ولكل تركي الحق أن يتفاخر بما وصلت إليه بلاده تحت قيادة حزب العدالة والتنمية، إنه هبط بمعدل البطالة بين القوى العاملة من 38% إلى 2% في فترة زمنية قصيرة، وتوسع في مجال التعليم إذ انه فتتح أكثر من 125 جامعة على امتداد الجمهورية التركية، ويقترب اليوم من منافسة الدول العشر المتصدرة للاقتصاد العالمي، انه يعمل ليكون اسم تركيا في الإنجازات الاقتصادية والتنمية والتعليم في أول قائمة العشرة الكبار وليس آخر القائمة، استطاع إلى جانب إنجازات كبيرة على كل الصعد تحييد الجيش وإبعاده عن السياسة، أعاد هيبة الدولة التركية إلى الساحة الدولية، دولة ذات سيادة تفاخر بها الدول الأخرى على المسرح الدولي، ولم تعد تابعة لدول وقرارات سياسات الدول أعضاء حلف النيتو رغم عضويتها فيه إلا أنها تعمل حتى على تعدد مصادر التسلح إلى جانب إصرارها على التصنيع العسكري في داخل تركيا.
(3)
والحق، أن فوز حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان لم يرح البعض وخاصة من العرب الذين عملوا بكل قدراتهم المالية والعلاقات العامة والإعلامية والعبث بقيمة العملة التركية على إفشال الانتخابات التركية الرائدة في المنطقة، وللتّشويه كان المانشيت الرئيس لصحيفة" خضراء الدمن" يقول: " كبير حاخامات اليهود الأتراك أول المهنئين لفوز أردوغان".
ونسيت هذه الصحيفة أن مملكة البحرين يوم إعلان نتائج فوز أردوغان بالرئاسة من الجولة الأولى، كانت تستضيف أكبر وفد صهيوني للمشاركة في مؤتمر يعقد في المنامة عاصمة البحرين، إلى جانب ذلك يقول مسؤول بحريني لقناة نيوز 24 "انه بما أن البحرين ملزمة بالفعل بالسماح لوفد إسرائيلي بالحضور فإنه يعتقد أن من المهم القيام بذلك والسماح للجميع بالتعبير عن آرائهم " قول جميل عن" السماح بحرية التعبير " لكن سؤالي المباشر أليس من الأولى أن تسمح القيادة السياسية في البحرين بحرية التعبير لمواطنيها قبل السماح للصهاينة بأن يسمعونا رأيهم من منابرنا ؟
ألا تتذكر تلك الصحيفة الخضراء ومحرروها أن إمام الحرم المكي الشيخ عبد الرحمن السديس كان في عناق حار مع حاخام يهودي في زيارته لأمريكا؟
لا جدال بأن هناك دولا أغضبتها نتيجة الانتخابات التركية وفوز حزب العدالة من الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في آن واحد، على رأس تلك الدول إسرائيل ولا شك حلفاؤها الجدد من العرب وغيرهم، ولكنها ولا شك أفرحت هذه النتيجة الكثير من العرب والمسلمين عامة فأصبح للعالم الإسلامي جناحان قويان هما الجمهورية التركية ومملكة ماليزيا الاتحادية، الأولى يرأسها رجب طيب أردوغان، والثانية يرأس حكومتها رئيس وزراء منتخب هو مهاتير محمد مشهود له بالنزاهة والشجاعة والإيمان.
من هنا نستطيع القول إن الزعيمين التركي والماليزي سيحلقان بالأمة الإسلامية عامة والعرب خاصة في معراج التحرر والتنمية ورفض النظم الشمولية، وهما لا جدال سيكونان العون القادر في المحافل الدولية بنصرة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة بمعونة من تبقى من شرفاء الزعماء العرب وفي طليعتهم قطر قيادة وشعبا.
آخر القول: رغم التردي الذي تعيشه أمتنا العربية بفعل حكام طغوا وتجبروا وبعثروا أموال الأمة من أجل تحقيق شهوات ذاتية استبدادية، وتفريق صفوفنا والتآمر على وحدتنا. رغم هذا كله، إلا أن أمتنا ولادة، ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد من بزوغ شمس الحرية على أمتنا الصابرة، والله معنا على كل من يعادينا.
*الشرق القطرية