"حملة أمنية لاستلام المباني الحكومية والمقرات الأمنية وملاحقة العناصر المطلوبة أمنيا ومداهمة أوكارها"، هكذا بدا المشهد في محافظة تعز واستبشر المواطنين بهذه الخطوة التي أتت متأخرة ولكن خيرا من الا تأتي.
بدأت قوات الحملة الامنية تنفيذ مهامها وسرعان ما أنجزت أول خطواتها السيطرة على المربع الامني ودخول الوحدات الامنية الى مقر قيادة محور تعز ومبنى إدارة الامن ومقر الشرطة العسكرية في حي العرضي شرق المدينة تنفيذا لتوجيهات محافظ المحافظة أمين محمود والذي بدا حازما في إخلاء كافة المباني الحكومية من العناصر المسلحة وملاحقة العناصر المطلوبة أمنياً.
أحكمت القوات الامنية سيطرتها كليا وسرعان ما انقلبت الموازين عناصر مسلحة تطلق النيران على افراد الحملة الامنية وتحاصر أفرادها في مباني الدولة لتتحول بذلك المنطقة الى مسرح للمواجهات المسلحة بمختلف انواع الاسلحة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين حاولت القوات الامنية التصدي لذلك وما إن كادت تنجح في القضاء على تلك العناصر حتى تدخلت كتائب ابو العباس التابعة للواء 35 مدرع وانحازت لتلك العناصر وقامت بدعمها والوقوف امام قرارات اللجنة الامنية بحسب ما أفادت المصادر الامنية والبيان الصادر عن قيادة محور تعز لتدخل المدينة في حالة فوضى واتسعت رقعة المواجهات المسلحة الى الاحياء السكنية ومعظم الشوارع واعتلت القناصات اسطح المباني وسقط على اثر ذلك ضحايا جدد ولكن هذه المرة من المدنيين.
ثلاثة أيام عاشت فيه المدينة حالة من الخوف والهلع تماما كتلك التي تعيشها في ظل حرب المليشيات الانقلابية وجحيمها الذي لم ينتهي بعد.
مساعي حثيثة لقيادة السلطة المحلية ومن خلفها الوجاهات الاجتماعية لإنقاذ الكارثة وحقنا للدماء حتى توصلت الى اتفاق بين اللجنة الامنية وكتائب ابو العباس يقضي الى وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب كافة العناصر المسلحة وتسليم كافة المرافق الحكومية لقوات الامن الخاصة ووحدات الشرطة العسكرية والبدء في الانتشار في شوارع المدينة ومسارح المواجهات وتسليم العناصر المطلوبة امنيا والتي يشتبه ضلوعها في عمليات الاغتيالات التي طالت افراد في الجيش الوطني وبعض أئمة وخطباء المساجد والافراج عن كل الذين اعتقلوا على خلفية ذلك بعد التحقيق معهم.
فهل سيشكل هذا الاتفاق بوابة الخلاص لحالة الانفلات الامني ويكون حلقة أخيرة لمسلسل المواجهات المسلحة ؟ام انه سيكون حبرا على ورق كما حدث في اتفاق لجنة الوساطة المكلفة من رئيس الجمهورية في مطلع يناير 2017 والذي تضمن ايقاف الاشتباكات المسلحة بين كتائب ابو العباس وغزوان المخلافي وخروجهم من كافة مرافق الدولة وتسلميها للأجهزة الأمنية وهل ستخضع لتوجيهات السلطة المحلية بعد ان رفضت قرارات الوفد الحكومي لدى زيارتها الى تعز في أكتوبر المنصرم والمتضمن الانسحاب من كافة المرافق الحكومية وتسلميها الى أجهزة الدولة.
إلى أين تمضي تعز في ظل كل ذلك ومتى تكون الحلقة الاخيرة للمسلسل الذي تعددت أجزاءه؟.