ذات مرة في الرياض تجادلت مع أحد مراسلي صحيفة إماراتية حول مادة كتبها بعتب أخوي وذلك في جروب واتساب الخاص بما يسمى رابطة الإعلاميين اليمنيين.
هذا المراسل صديق عزيز وصحفي وله اجتهاداته وقناعاته الخاصة ومحسوب أيضا على شلة المؤتمر في الرياض.
أثناء النقاش دخل أحد مشرفي الجروب (أتحفظ على اسمه) وأرسل على الفور مجموعة أخبار مصورة من قناة الموقع بوست في التليجرام قال إنها تحتوي على إساءة للسعودية، ومن تلك الأخبار خبر إدراج هيومان رايتس للتحالف العربي في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال.
استغربت من سرعة إرسال تلك المنشورات، ما يعني بأنها كانت جاهزة مسبقا ومصورة من فترات سابقة، وأراد صاحبنا أن يوصل لي رسالة بأني أعمل ضد التحالف العربي.
انتهى النقاش بعد تواصل مجموعة زملاء آخرين معي على الخاص بعدم النقاش والسكوت، ونزلت عند رغبتهم.
بعد حوالي ساعة من النقاش تواصل معي ضابط سعودي رفيع من اللجنة الخاصة بالسعودية، ولن أكشف اسمه هنا لمعاني شخصية.
الضابط السعودي قال بأني من خلال الموقع بوست نهاجم التحالف العربي، وردد نفس الكلام الذي طرحه صاحبنا في الجروب أثناء النقاش، ثم أرسل نفس صور الأخبار التي أرسلها صاحبنا في الجروب كدليل على ما يزعم أنها مهاجمة للتحالف العربي وإساءة له من قبلي ونشرت في الموقع بوست.
الضابط السعودي تحدث عن أشياء هي ذاتها التي يتحدث عنها هؤلاء أثناء النقاشات في ذلك الجروب، وذكر هؤلاء بالاسم، وقال بأنهم صابرون عليهم، وأن هاتفه لا يتوقف من الرسائل والاتصالات عن عامر الدميني والموقع بوست وما يعمله كل يوم، وزملاء إعلاميين آخرين.
الضابط السعودي كان مهذبا أفضل بكثير منهم، ومن جملة ما قاله بأنهم لا يصدقون كلما يصل لهم، لكن كثرة الاتصالات والشكاوى الواردة منهم من هؤلاء المخبرين دفعتهم للتواصل معي ومع آخرين.
ومن ضمن ما قاله أيضا أن قيادات يمنية في وزارة الإعلام اليمنية تتواصل أيضا معهم وتشتكي بكثير من اليمنيين ووسائل الإعلام التي يديرونها في الرياض، ومن ضمنها عامر الدميني والموقع بوست.
طالب الضابط بحذف خبر هيومان رايتس من قناة الموقع في التليجرام، وقال بأنه سيكلف شخصا مخصصا لمراقبة الموقع بوست وما يكتبه من مواد.
ملاحظة: أحتفظ بتسجيل كامل للمكالمة معي حتى اللحظة، وهذا الكلام حصل في أكتوبر من العام 2017م.
في اليوم الثاني كانت تأشيرة الإقامة الخاصة بي في الرياض على وشك الانتهاء، وتواصلت مع الشخص الذي يقوم بعملية التجديد كي يجدد الإقامة كما جرت العادة، ورد عليَّ بأن اسمي محذوفا من كشف التجديد، وعليَّ التواصل مع فهد طالب الشرفي، الذي يصف نفسه بأنه رئيسا للرابطة، ولكي تسنده اللجنة الخاصة في مهمته بإذلال الصحفيين المقيميين في الرياض جعلت التجديد عن طريقه، ولهذا الأمر قصص عديدة في إذلال الصحفيين وعدم التجديد لكل شخص يعارض فهد الشرفي ولا يكتب ما يتوافق مع مزاجه.
تواصلت مع فهد الشرفي للاستفسار عن الأمر، فقال بأن هناك ملاحظات عليَّ من الجهات السعودية حول النشر في الموقع بوست، وبعد تدخل شخصيات على الخط تم التجديد وكان ذلك آخر تجديد لي في السعودية.
الملاحظة الأهم: بعد يومين من الحديث مع الضابط السعودي والشلة المحترمة في الرياض تم حجب الموقع بوست عن المتصفحين داخل السعودية، وكان ذلك رسالة وافية كافية دافعة لمغادرة الرياض بالنسبة لي.
مثال ثانٍ:
ذات يوم تواصل معي أحد الزملاء لمعرفة موقع يمني ومن يتبع، وأخبرته أني لا أعرف من يتبع بالضبط، وعندما سألته عن السبب قال بأن الموقع المذكور هاجم فهد الشرفي واتهمه بإذلال الإعلاميين اليمنيين في الرياض، بعد ثلاثة أيام من ذلك الحديث، تم حجب ذلك الموقع عن المتصفحين في السعودية.
مثال ثالث:
زملاء كثيرون توقفوا عن النشر في الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي لمجرد أنهم تحدثوا عنا قناعاتهم، ولكن هؤلاء المخبرون كانوا يصورون منشوراتهم ويرسلونها للجهات السعودية، والتي تواصلت مع الزملاء، وعبرت عن استيائها، ودفعهم ذلك للتوقف، رغم أنهم لم يهاجموا السعودية.
مثال رابع:
قبل يومين تواصل معي مسؤول حكومي في الرياض، وقال بالحرف الواحد إنهم تلقوا رسالة من الجانب السعودي تفيد بوجود تقرير يحتوي أسماء عشرة أشخاص يمنيين أغلبهم في الرياض بحجة أنهم يتبعون قطر وتوكل كرمان وطالبوا بمعاقبتهم، وأغلب هؤلاء ممن يدافعون عن السعودية ويتبنون مواقفها، الكشف تم رفعه من قبل فهد طالب الشرفي وشلته في الرياض، ورفع لجهة سعودية، وقامت هذه الجهة بإحالته لمسؤولين يمنيين في الرياض لدراسته والتأكد مما جرى فيه، الأمر الواضح هنا أن هذه الشلة تستغل السعوديين والخلاف الخليجي للانتقام من الآخرين، وتسعى لتلفيق التهم وشهادات الزور على الآخرين.
مثال خامس:
بعد مغادرة زملاء صحفيين للرياض إلى خارج السعودية، رفعت تلك الشلة بتقرير عن أولئك الزملاء، وطالبت بتتبعهم إلى الدول التي انتقلوا إليها، وتدخل عقلاء في اللحظة الأخيرة، ولا داعي هنا لكشف أسماء الزملاء الذين غادروا، مع أنهم لم يتطرقوا للسعودية ولم ينتقدوها.
مثال سادس:
قوائم الإعلاميين التي نشرتها صحف إماراتية وسعودية قبل أشهر، وتضم أسماء إعلاميين يمنيين بتهمة أنهم يعملون ضد السعودية جاءت من نفس المطبخ ومن نفس الشلة.
أين الخطأ؟
بالتأكيد هؤلاء يمارسون دورا قذرا ويعملون بوظائف كمخبرين لدى السلطات السعودية، وعلى من؟ على زملاء لهم، اختلفوا معهم في التوجه، رغم أن كل الزملاء في الرياض يكنون كل الاحترام للسعودية والسعوديين.
هؤلاء الاشخاص يقومون بهذا الدور الخبيث والمقيت، يعتقدون أنهم يقومون بواجب وطني للأسف، وعملهم هذا لم يتوقف منذ اللحظة الأولى لقيام عاصفة الحزم وانتقال كثير من الإعلاميين اليمنيين إلى السعودية، وهذا الأمر يلقي بظلاله على أسباب تردي الخطاب الإعلامي والسياسي للمقيمين هناك رغم عددهم الكبير.
هؤلاء الأشخاص يعتقدون أيضا أنهم يخدمون السعودية، وهم بالتأكيد يستلمون مقابل ذلك الكثير والكثير، ولكن للأسف مقابل جهود خسيسة، وجرى تصعيدهم أغلبهم في مواقع حكومية لإعطائهم الصفة الرسمية التي تمكنهم من بث ما يرددون من كلام، بحكم المنصب الذي يعملون فيه.
كل هذه التصرفات كافية لأن تقلب قناعات كثيرة حول السعودية والتحالف العربي، ودفعت بالكثير فعلا لأن يراجعوا أنفسهم وموقفهم، وهم يرون أن مثل هذه الفئة تتصدر المشهد، وتتحكم بالآخرين، وتمارس عملا قبيحا فجا يسيء للسعودية بالمقام الأول، مع العلم أن أغلبهم بات يعمل لصالح السعودية والإمارات بنفس الوقت، وتفضحهم الأحداث، وما جرى في عدن كان مثالا واضحا، إذ سكتوا ولم يتحدثوا لا من قريب ولا من بعيد.
ومع هذا كله يمارس هؤلاء التضليل على الآخرين، ويقدمون أنفسهم كشخصيات وطنية، ولديها كل الحرص على مصلحة اليمن واليمنيين، وينخدع الكثير بها، بينما هي في حقيقة الأمر مجرد أدوات قذرة، تأكل من وساخة مبادئها، ومن قذارة أفواهها، ومن إلحاق الضرر بالآخرين.