طيلة مسيرة ثورة 11 فبراير 2011 وما قبلها، والناشطة الحقوقية اليمنية العالمية توكل كرمان، تتعرض لحملات شرسة من مراكز القوى وأذنابهم.
أعرف أن ما قامت به توكل ليس مريحاً لمراكز القوى الجهوية والطائفية، الذين كانوا يتمنون بقاء صالح رئيساً حتى اليوم، والذين لم يستوعبوا الدرس التاريخي البليغ الذي تلقوه في 4 ديسمبر2017.
هؤلاء لا يزالون يتسقطون كل كلمة تصدر عن توكل ليتناولوها بالنقد ويسردون الروايات عن الأموال التي أخذتها من الفرقة الأولى مدرع، وكيف أنها استغلت الشباب لتحقيق مصالح مادية بحتة.. إلخ من هذه الترهات، وكأن الفرقة كانت خزينة أموال مستباحة.
كانت توكل جزء مهما ومحركاً قوياً لثورة التغيير التي انتهت إلى حكومة وفاق وطني وحياة مصانة وكريمة للمخلوع صالح ومساعديه، مع بقاء حزبه حاكماً ومسيطراً على كل المناصب السيادية.
هؤلاء الذين يمولون حملة الهجوم على توكل، تورطوا في علاقة تحالف مشبوهة مع الحوثيين انتهت بتجريف المؤتمر وقتل زعيمه واعتقال وتصفية ونهب أموال المقربين منه وهروب قادة ومسئولين من صنعاء كنا نحسبهم وحوشاً.
توكل حينما تنتقد الفريق علي محسن نائب رئيس الجمهورية، فهي تنتقد شخصية عامة، وممارسات خاطئة، وعلى الفريق محسن أن يوضح أو يصحح ولا أحد فوق المساءلة.. مع تقديرنا الكامل لجهوده ونضالاته ومواقفه المشرفة التي لا ينكرها إلا جاحد.
الإساءة لتوكل يأتي في الأغلب الأعم من مرضى القلوب، هؤلاء الذين لم يكن يسمع بهم أحد عندما كانت توكل تقود اعتصامات أسبوعية في ساحة الحرية أمام مبنى رئاسة الوزراء في مواجهة صالح وحكومته.
التفسير المالي للمواقف، عمل لا أخلاقي ويدل على نفسيات رديئة ومنحطة، ولا يمكن أن توفر دفاعاً شريفاً ونزيها أو حائط صد عن أحد.
البعض قد يقول لولا ثورة التغيير لما حصل ما يحصل اليوم، وهذا تقدير يدل على ضحالة في التفكير، لأن ما حصل هو نتاج سلسلة طويلة من المفاسد التي ارتكبها أراذل القوم الذي أمسكوا بدفة القيادة دون كفاءة أو نزاهة، وهي عوامل تعرية خطيرة نخرت في جسد الدولة حتى سقطت هذا السقوط المريع.
وأولوياتنا اليوم هو منع إعادة إنتاج الفساد، إنها رقابة ضرورية حتى في مرحلة القتال من أجل استعادة الدولة التي استولى عليها الإماميون.