اليوم في تعز, بعد أن فشلت محاولات فرض الحزام الامني, وايجاد الغطاء الشعبي لذلك. اصبح السيناريو البديل هو "العمل على أبرز العناصر المتطرفة ليسهل ضرب المقاومة في تعز في مرحلة ما". دون التخلي عن محاولات فرض الحزام الامني ولو بهدف الارباك.
هناك صور تنتشر منذ يومين بالتزامن مع عودة الارهاب لضرب عدن, يظهر فيها حارث العزي الذي يقال بأنه زعيم داعش في تعز والى جانبه قيادات اصلاحية وحتى حمود المخلافي وعبدالعزيز جباري.
هذا هو أخطر موضوع يمكن الحديث عنه عند الحديث عن تعز في الوقت الحالي. واذا كانت طبخة ضم المقاومة الى الجيش قد نجحت في اخراج المجتمع من الصراع وفي انهاء اي امل في امكانية تبلور برنامج مستقل للمقاومة لمواجهة مختلف القضايا. فإن التيه الذي يعيشه الاصلاح بسبب حجم التكالب الذي يواجهه, يجعله غير قادرا على ادراك خطورة الامر. الى جانب طبعا ان الاصلاح لم يمتلك رؤية في يوم من الايام حول كيفية التعامل مع ملف الارهاب حتى بعد ان وصل الامر الى استهدافه تحت هذا الشعار كما حدث ويحدث في عدن وحتى بعد تصنيف بعض قياداته ضمن قوائم الارهاب.
اما ان يعرف الاصلاح اننا في زمن الحرب على الارهاب فهذا ما لا يمكن توقعه على المدى القريب.
والمعروف للجميع ان صالح ومعه الحوثي استخدما شعار محاربة الارهاب لضمان موافقة الغرب على انقلابهم. وعندما اندلعت المقاومة وتدخلت السعودية وهو ما لم يكن في الحسبان, استمرت اجهزة صالح في تجميع العناصر المتطرفة وايجاد مساحة كافية لها لتقوم بما يتوجب عليها القيام به وخلق بؤر للاستقطاب.
وقد اصبح واضحا اليوم ان تجاوز انتهاكات السعودية في اليمن وقبول استمرار تدخلها بات مرهونا باستعدادتها للمشاركة في الحرب على الارهاب والامضاء على قوائم التصنيف المعدة من قبل امريكا. وبالنسبة للامارات فهي غرفة تنسيق مشتركة بين توجهات واشنطن ومطامح علي صالح الذي لم يتخلى عن امل العودة كطرف داخلي وحيد يمكنه مواجهة الارهاب لكن بعد ان يجعله يضرب المجتمع بوحشية وبعد ان يلصقه بالمقاومة ليسهل ضربها وبالشرعية ليتمكن من تجاوزها.
العمل في هذا السياق يجري ضمن مستويات عدة وبتناغم مرعب.