قد يكون صحيحا أن لا وجود لطارق صالح سوى في الإعلام، لكن المعروف أن هذه المعركة هي من قبيل التأهيل له. في النهاية الآليات العسكرية الضخمة استقدمتها الإمارات, وستجعلها تحت ادارة الوكيل الذي ترغب به. ثم انه لا يوجد مشروع سياسي واضح في البلد وله أساس واقعي حتى نتوقع نتائج اخرى اقل وطأة واكثر درامية.
القوات الجنوبية بعد تحرير الحديدة ستعود أدراجها, أما المقاومة التهامية فهي بلا برنامج وليس عندنا فكرة واضحة عن حجمها ومدى انتظامها. بمعنى أن الأمور ستؤول بالضرورة لطارق صالح.
لكن ليس هذا هو أسوأ ما يمكن حدوثه، لنتقل الى ما بعد هذا السيناريو. اليوم ثمة اجماع على هادي حتى من قبل أولئك الذين لا يعترفون به, وقد عبرت التحركات الاماراتية الاخيرة عن ذلك بوضوح.
لكن بعد أن يترتب المشهد, اي بعد ان يضع طارق صالح اقدامه على الحديدة, وبعد أن تعود القوات الجنوبية ادراجها, ويكتشف الإصلاح إن هادي أصبح عبئا, سيتشكل إجماع مضاد على انتهاء دور هادي وقد يتم تصفيته من قبل احد هذه الاطراف و بتواطؤ من الاخرى. ليكن بعلمكم: هادي لن يعود الى الرياض ثانية.
طبيعة المرحلة والدور الذي لأجله سمح له بالعودة الى عدن تقتضي منه البقاء فيها أطول فترة ممكنة.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
سينتهي مشروع الدولة الاتحادية وسيظهر مشروع الدويلات. الجنوب دولة أو دولتين. واحدة بنظر الإمارات والثانية بنظر السعودية. الحديدة مع اي مناطق اخرى يمكن استقطاعها من تحت يد الحوثي ستكون دولة ثالثة بنظر الإمارات وتديرها عائلة صالح. الجوف ومارب وأجزاء البيضاء دولة رابعة يتربع عليها محسن. وهناك دولة الحوثي التي سيواصل طارق ومحسن السباق للفوز بأكبر جزء منها. أما تعز فستظل مستنقع وملخص مكثف لما يجري في البلاد.
* نقلان عن صفحة الكاتب بفيسبوك.