يطل وجهي من المرآه .. يبدو شاحبا تحت الأضواء الصفراء ..
- توقف عن فعل ذلك .. أخاطبه. .
- لست مضطرا لملاقاتي كل صباح ..
وجهي صامت وشاحب. . ابتعد عن المرآة تاركة اياه خلفي واركض نحو المحطه ..
المحلات تفتح أبوابها واحدا تلو الآخر ووجهي يطل من خلف الأبواب الزجاجية السوداء ..
- تطاردني أيها الوغد .. صرخت .. تلاشى..
صعدت الحافله وبدأ يرقبني بحذر من المرآة الخاصة بالسائق .. ثم أخذ يطالعني من كل نوافذ الحافلة ..
- توقف توقف عن فعل ذلك ..صرخت
فالتفت الي الجميع أغمضت عيني وتظاهرت بالنوم. . تململت قليلا واخرجت الهاتف بشاشتة السوداء ..كان واقفا خلفه ..
- كم انت جرئ ياوجهي .. تخترق حتى هاتفي ..
افتح الشاشة ليصبح مشوشا تماما .. اضحك وهو يتماهى في الفراغ ..
- لن تهزمني أيها الوجه الشاحب كوجوه الموتى. . أمضي في تصفح الفيس بوك وقبل أن تفوتني المحطه أركض كالمجانين .. يستحق تركته خلفي ..
مشيت منتشية والأشياء من حولي بلا معالم بلا أشكال ولا وجوه .. إلا وجهي الذي بدا أنه مصمم على مطاردتي إلى الأبد ..يرقبني من زجاج المباني ونوافذ السيارات وبحيرات المياه الصغيره في حفر الشارع ..
وشيئا فشيئا بدأ يطل علي من وجوه الماره .. من عيني السكرتيرة ذات العيون السوداء .. من أكواب القهوة الفخارية ..
ركضت إلى غرفة الدرس هاربة منه وقبل أن اجلس قال لي الأستاذ:
يبدو وجهك اليوم رائعا..
وجمت لبرهه. . غمغمت وانا امسح الزيت المتراكم على أنفي :
- حقا .. اوه شكرا هذا من لطفك ..
جلست وانا أتطلع إلى وجهي في زجاج النافذه ..كان باسما وممتلئا. . أخرجت هاتفي ليبرز لي من خلف شاشته فحييته. .بدا لي نضرا وحيويا. . ابتسمت وهمست:
- لماذا لم تكن طيبا منذ الصباح .. بادلني وجهي الابتسامة بغمزة لم تكن بريئة .. وضحكنا بصوت خافت .