استضافة الدوحة مؤتمراً خاصاً حول الأزمة الإنسانية في اليمن بتنظيم من جمعية قطر الخيرية بالشراكة مع 13 منظمة وشبكة دوليّة وإقليميّة وذلك خلال الفترة من 22 وحتى 24 من شهر فبراير الجاري،
تمثل تأكيداً قطرياً جديداً بأنها لن تتخلى عن أشقائها في اليمن، وأن هذا المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 90 منظمة إنسانية محلية ودولية وإقليمية وعدد من الشبكات الدولية إلى جانب أكثر من 150 خبيراً ومتخصصاً في قطاعات إنسانية مختلفة هو امتداد للمشروع الخيري الإغاثي الذي ظلت تنفذه قطر في اليمن من خلال مؤسساتها الخيرية،
والمتمثل بتوزيع مواد إغاثيّة وطبيّة ومشاريع إعمار وتأهيل المرافق التى دمرتها الحرب.
وهذا المؤتمر يُمثل تحركاً قطرياً على المستوى الدولي والإقليمي لإغاثة الشعب اليمني، كما أنه يُمثل رسالة واضحة للشعب اليمني بأن قطر السبّاقة دائماً في إغاثة المنكوبين لن تتركهم يواجهون وحدهم في هذه الظروف الإنسانية الصعبة،
فهي مثلما أكدت بشكل قاطع رفضها للانقلاب الحوثي ودعمها لشرعية الرئيس هادي فإنها أيضاً ستواصل جهود الإغاثة عبر حشد الجهود الدولية والإقليمية لأنها تدرك أن الشعب اليمني يعيش أزمة إنسانية خطيرة،
وأن أزمة نقص الغذاء والدواء باليمن قد تجاوزت جميع قدرات السلطات المحلية وتتطلب جهوداً عربية ودولية وإقليمية، وأن قطر من خلال هذا المؤتمر تتطلع إلى تنسيق هذه الجهود لتسريع توفير المساعدات وإيصالها إلى المناطق المنكوبة ولذلك جاء عقد هذا المؤتمر ليؤكد الدور القطري الإيجابي والنبيل تجاه الشعب اليمني الذي يواجه محنة الحرب ونقص الغذاء والدواء بسبب التصرّفات الطائشة للانقلابيين.
إن هذا المؤتمر وهو الأوّل من نوعه بهذا المستوى من الحضور والمشاركة يؤكد الدور الإيجابي للمؤسسات الخيرية والإغاثية القطرية في توحيد رؤى الشركاء الفاعلين بخصوص الأزمة الإنسانية في اليمن وتبادل المعلومات وتعزيز آليّات المتابعة المتعلقة بتحديد احتياجات المتضرّرين حسب نوع الحاجة وتوزيع المناطق الجغرافية وتطوير خطط العمل والمبادرات بين الشركاء،
ومن هنا جاءت المبادرة التي أطلقتها قطر الخيرية و13 منظمة وشبكة دولية وإقليمية لعقد هذا المؤتمر لإدراك قطر أن الأزمة اليمنية أصبحت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم بالنظر لعدد المتضرّرين منها والذين تجاوزت نسبتهم 80 بالمئة،
الأمر الذي يتطلب تسريع توفير المساعدات الإغاثية المطلوبة، خاصة أن خطة الاستجابة للعام الماضي تقدّر الاحتياجات بنحو 1.6 مليار دولار في حين لم تتجاوز المنح المقدّمة حتى الآن 282 مليون دولار.