الأمير الذكي عند ميكافيلي ومن سار على هديه هو الذي لا يسمح لأي من معاونيه أن يكبر خارج حدود الحاجة إلى خدمته .
السياسي الناجح عند الامير يجب أن يتوقف نجاحه عند مستوى الخدمة التي يطلبها منه ، وعندما يلمس منه طموحاً يتجاوز الحاجة فإنه يشجعه بأن يجرب التجارة والمضاربة في السوق وأنشطة الإثراء غير المشروع . رأينا كيف تم تدمير كثير من السياسيين لأن تجارة السياسيين غالباً ما تكون رديئة .
والعسكري الطموح يجب أن يتوقف طموحه عند حدود حماية أمن الأمير ، أو أغرقه بحروب داخلية ، وفتح أمامه الطرق إلى تجارة السلاح .
ورأينا كيف أغرقت الجندية في حروب داخلية طاحنة رافقها تحويلها الى نشاط للنهب والتجارة غير المشروعة ليهيئ الأمير بذلك مسلكاً مراوغاً لبناء الجيش الخاص .
والإعلامي المتطلع للشهرة ، وبعد أن يستنزفه في المدح والتبجيل، يحوله إلى متنطع بلا ملامح .. وينطبق نفس الشيء على المثقف الي يحول ثقافته إلى سلعة للبيع .
فساد الطوية عند هذا "الأمير" ، وعلى هذا النحو الميكافيلي ، زائداً الفساد السياسي والاداري يجعل منه خدعة كبرى كتلك التي بلي بها اليمن في شخصيات لا زالت تصر على أنها ذكية وقادرة على المراوغة في الوقت الذي لم تعد خياراتها تسمح لها سوى بارتكاب المزيد من الحماقات لصالح عصبيات تجذر فيها بؤس الاستعلاء الذي يجعلها ترى الآخر واحداً من إثنين إما مطيع أو متمرد . وفي الحالتين مقموع .
ربما أدرك "الأمير" الان فقط أنه مقموع لا محالة .