استنفدت صحف الإمارات كل طاقاتها الكامنة ومخزونها من البذاءات اللفظية، كما فعل من قبلها ساسة هذه الدولة التي تحولت إلى نادي ليلي كبير جداً.
صحيفة "البيان" التي تصدر في دبي سقطت بشكل نهائي كما سقط الموقف الأخلاقي للدولة التي تنتمي إليها. حاولت هذه الصحيفة النيل من السيدة توكل كرمان الناشطة العالمية البارزة الحائزة على جائزة نوبل للسلام. ولم تجد شيئاً ذي قيمة يمكن أن يقلل من قدر هذه المناضلة الكبيرة وما حازته من مكانة رفيعة في العالم، سوى أنها شككت في الظروف التي ساهمت في نيلها لهذه الجائزة العالمية المرموقة.
وكعادتها افترضت هذه الصحيفة ومن يقف وراءها أن السيدة توكل كرمان مجرد إرهابية تعهدتها قطر "الداعمة للإرهاب"، وفقاً لما رسخ في الذهنية المشوشة لقادة هذه الدولة وإعلامييها وحراس مواخيرها التي لا تحصى.
قالت هذه الصحيفة: "لا تبخل قطر(...)بأموالها لتشجيع الفساد ونشر التلوث والإرهاب في عالمنا(...) وهي توظفها بشكل كبير في هذا المسعى، كي تصدر وتبيض صورة شخصيات محددة تتطابق مع فكرها المتطرف الإرهابي وتؤيده وتنشره بالتالي، إذ تجعلها، عبر رشاها، تنال شهرة وجوائز عالمية”.
يمكن لمجلس أمناء الجائزة الأكبر والأهم في العالم أن يدافعوا عن أنفسهم ولديهم القدرة على ذلك، فلا يمكن لهؤلاء الموتورون أن يستمروا في إطلاق التهم جزافاً ضد دول ومنظمات وأفراد فقط لأن هذه الأطراف جميعاً لا تنزل إلى مستوى أخلاق المواخير هذه.
لقد استشهدت الصحيفة بما سبق وأن نشرته صحف أخرى في جوقة الانحطاط التابعة للدول الأربع التي فقدت الرشد السياسي، حينما وضعت أكثر من أربعمائة مليار دولار في مقامرة خاسرة ورهان خائب على تغير مراوغ في المزاج السياسي في واشنطن، اعتقاداً منها أن هذا يكفي لإسقاط دولة خليجية والتصرف كما يحلو لها في اليمن.
إن الجريرة التي تُنتقد بها توكل كرمان من صحف الإمارات، هي أنها لم تتوقف عن فضح الدور السيئ للإمارات في اليمن، وفضح محاولات هذا البلد المستمرة لتأسيس نمط استعماري جديد لا تحتمله الكرامة اليمنية.
لا يمكن للإمارات أن تحرف البوصلة في اليمن من مواجهة الانقلاب، إلى التحضير لجريمة الانفصال عبر الكتائب من شذاذ الآفاق التي أسستها.
حاولت هذه الصحيفة أن تظهر موقف توكل كرمان عدائياً تجاه الرياض، والجميع يعرف المواقف الإيجابية للسيدة توكل كرمان تجاه الرياض والتحالف العربي حينما صدقنا جميعاً أن هذا التحالف جاء بدوافع أخلاقية بالفعل وأنه يحترم تعهداته المعلنة.
ضجت وسائل الإعلام بالمواقف المؤيدة للرياض وللتحالف من جانب السيدة توكل كرمان، ولكنها اليوم لا يمكن أن تسكت عن 18 معتقلا سرياً تمارس فيها أبو ظبي غوايتها في تعذيب من تراهم خصوماً سياسيين لمشروعها السيئ والخطير جداً في اليمن.
ولا يمكن أن تسكت عن مخططات إسقاط الدولة اليمنية لكي تبقى هذه الدول المفخخة بالتوازنات الهشة والمحاطة بحزام طائفي ناسف، قوية. لأن ما تفعله هذه الدول هي أنها تدمر الإمكانيات المتاحة في عمقها الاستراتيجي، وتستهين بالثقل الديموغرافي اليمني الهائل مقابل صفقات حمقاء مع خصوم تحركهم نوازع متجذرة وخصومات ضاربة في عمق التاريخ.