بعد اندلاع عمليات عاصفة الحزم، وتحديداً في شهر مايو 2015، وجهت المملكة العربية السعودية الدعوة للأطراف اليمنية المختلفة للمشاركة في مؤتمر حوار يمني في الرياض، سمي حينها "مؤتمر الرياض".
لبت الدعوة-حينها-الكثير من التنظيمات والأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الاجتماعية، والقوى المقاومة، فيما رفض الدعوة حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ورفضتها جماعة حليفه عبدالملك الحوثي.
في تصوري أن رفض حضور المؤتمر كان خطأً كبيراً مهما كانت المبررات.
لكن تم الرفض، وكان ما كان...
مرت مياه كثيرة تحت الجسر، وانسكب مطر غزير في شوارع صنعاء، وتغيرت الظروف الداخلية والخارجية، وأصبح الجو مهيأ لقبول الأطراف المختلفة اليوم الذهاب إلى "رياض 2".
حكومة الرئيس هادي لا تعارض، شخصيات في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح متحمسة للفكرة، الحوثيون لن يعارضوها لأنهم سبق أن زاروا ظهران الجنوب، القضية الجنوبية ستكون بلا شك حاضرة في الرياض.
الحل في اليمن لن يكون دولياً. التدويل هو المعادل الموضوعي للتعقيد.
نذكر جميعاً كيف كان الحل الإقليمي المتمثل في المبادرة الخليجية ناجعاً، للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء، وكيف خرج المؤتمر بنتائج نالت موافقة معظم اليمنيين وباركها العالم، قبل أن ينسفها الانقلابيون الذين انقلبوا عليها بحجة تطبيقها.
الحل الدولي لن يوصل اليمنيين إلى نتيجة. تتبعوا ماذا فعلت الأمم المتحدة في معظم الملفات، هل أنتجت هذه المنظمة حلاً ناجعاً لأي من القضايا القريبة ناهيك عن البعيدة؟
هذه المنظمة تدير أزمات، لا تعمل على حلها.
واليوم تبدوا الفرصة مواتية لانعقاد مؤتمر "رياض 2".
لن يمنع كون الرياض تدعم الشرعية من انعقاد هذا المؤتمر. روسيا دعمت نظام الأسد، ولكنها انخرطت في الحل السلمي في سوريا.
"رياض 2" لن يبتعد عن مرجعيات الحل الثلاث: الوطنية والإقليمية والدولية.
هل ترعى السعودية مثل هذا الحوار؟
هل توجه الرياض الدعوة مجدداً للفرقاء اليمنيين لحضور "رياض 2"، الذي-في تقديري-إذا حضرته الأطراف الفاعلة، فلن نكون بحاجة إلى "جنيف1" و "جنيف 2"، ولا حتى لـ"رياض 3"؟
*نقلا من صحفة الكاتب