يوم بعد أخر تحاول التشكيلات الجنوبية المدعومة من دولة الإمارات أن تحول العاصمة المؤقتة عدن إلى "بنغازي" والزبيدي المحافظ المقال إلى "حفتر آخر" بهدف تقويض السلطات الشرعية وإغراق البلاد المنهك في صراعات لا تنضب.
عقب إقالة رئيس الجمهورية هادي لمحافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، و هاني بن بريك، وزير الدولة و قائد قوات الحزام الأمني - أحجار دومينو بن زايد - شهدت عدن أحداث فوضوية وحالة من التمرد تحت مسمى الإنفصال؛ إحتجاجاً على قرارات هادي وتزامناً مع وصوول محافط عدن الجديد ،عبدالعزيز المفلحي، الرجل التوافقي الذي يحظى بقبول محلي و خليجي و أمريكي.
يوم بعد أخر؛ تبدو الصورة على الأرض أكثر تعقيداً لا تشيء بأي تهدئة بين الرئيس هادي و أبوظبي مع غياب دور بقية دول التحالف تجاه مواقف الإمارات وثبوت وقوفها خلف كل مايحصل في عدن لإضعاف الشرعية والنيل منها.
بالأمس؛ أعلن الزبيدي عن تشكيل مجلس سياسي انتقالي من 24 شخصية جنوبية في دعوة صريحة وواضحة للإنفصال، وهذا الإعلان تقف خلفه الإمارات الذي تعتبره ملفها الرئيسي بل و الأساسي للحصول على مبتغاها وتحقيق هدفها الخفي.
منذ وقت مبكر من عام 1994م و عين الإمارات تركز في نظرتها على قضية تفكيك الوحدة وتقسيمها لذلك سعت إلى تقديم الرعاية الكاملة للقيادات الجنوبية؛ كما أن تقديم نفسها كداعم و عامل رئيسي دون غيرها من بقية دول التحالف في تحرير المحافظات الجنوبية لم يكن قرباناً لطرد المليشيات بقدر ما هو في سبيل فتح صراع على النفوذ تغرق فيه البلاد وتغرق السعودية فيه.
قرارات الرئيس هادي بإقالة رئيس الوزراء السابق ،خالد بحاح، و اللواء عيدروس الزبيدي و هاني بن بريك وغيرهم من الشخصيات التي تراهن عليهم الإمارات في مشروعها دفعها إلى التصرف بجنون هيستري بصورة "المحتل".
ثمة جملة من الأطماع تقاتل الإمارات لتحقيقها ؛ ويتركز ذلك بدرجة رئيسة في ميناء عدن و حضرموت.
منذ تحرير مدينة عدن في 22 يوليو/ تموز 2015 عمدت الإمارات إلى تشكيل كيان موازي مليشياوي تحت مسمى "قوات الحزام الأمني" ثم أوكلت له تنفيذ العديد من المهامات أبرزها: حملات اعتقال واختطافات ضد الناشطين وخطباء المساجد بالإضافة إلى ترحيل المئات من ابناء المحافظات الشمالية.
و وفقاً لما جاء في تقرير منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان الصادر عنها في السادس والعشرين من أبريل الماضي أوضحت أنها وثقت أكثر من 470 حالة اختطاف و إخفاء قسري من قبل قوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن.
أما عن دورها في حضرموت لا يختلف عن عدن.
بعد تحرير حضرموت في 24 أبريل/ نيسان من العام الماضي عمدت إلى انتهاج سياسة القبضة الحديدية من خلال قواتها المتمركزة في قاعدة الريان و قوات النخبة الحضرمية وغيرها من التشكيلات المسلحة المتحكمة بالمدينة ثم شنت حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات بارزة في حزب الإصلاح وبعض قيادات السلفين الموالين للسعودية أمثال الشيخ اليزيدي ،رئيس جمعية الإحسان السلفية، وعوض الدقيل مدير المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح.
بالإضافة إلى وقوفها خلف اغتيال أحد قيادات مقاومة شبوة، محمد عوض بارحمة، بعد اعتقالة من منزله في المكلا وتعذيبة.
ترى الإمارات أن إعادة تقسيم اليمن و ردم الفيدرالية والوحدة في حفرة أطماعها هو الثمن المطلوب الذي يجب يدفعه هادي والسعودية مقابل مشاركتها في دحر الإنقلاب خاصة و أن عدد قتلى قواتها قرابة 120 جندي ناهيك عن الآليات والمعدات العسكرية.
" أنا أعطي إذاً أنا أحكم " تلك هي قاعدة محمد بن زايد في دعمه الذي يتعلق بسعيه لمد نفوذه وتحكمه في دول المنطقة كما حدث في مصر و ليبيا و اليمن حالياً.