أجلت الحديث في هذا الموضوع كثيراً، الحديث عن ريمة المخذولة من واجهاتها الهشة ومن الحكومات المتعابقة.
هل بالإمكان أن يخبرني أحدكم كم شخصية قيادية في الصف الأول من الحكومتين الحالية والحكومات السابقة من أبناء ريمة، باستثناء الراحل يحيى مصلح والأستاذ عبدالملك منصور. وما هي الأسباب؟ هل هي الأنانية أم الولاء المطلق مع القبول بالمكسب الذاتي لمن ينصبون أنفسهم واجهات لها فنمنحهم نحن أبناء المحافظة هذه المكانة!
دعوني أسرد لكم بعض الحقائق ريمة التي سلمت للحوثي بمشرف وطقم كُوفِئت من المجلس السياسي بعد عامين بتعين الشيخ علي الضبيبي مستشاراً لرئاسة الجمهورية.
وريمة التي زج مشائخها بخيرة شبابها للقتال في صف الشرعية تكرم عليها الرئيس هادي بتعين الأستاذ ابوالفضل الصعدي مستشاراً لرئاسة الوزراء بينما تعد ريمة ثاني محافظة من حيث عدد الشهداء في صف حكومة الشرعية، ولم يمثلها أحد في اجتماع المشائخ ولا قيمة أو سلطة لمحافظها الذي لم نسمع به من يوم تعيينه، وليس فقط واجهات ريمة السياسية والقبلية بل أيضاً تجارها وهم كثر لم نسمع أن أحدهم شق طريقاً أو بنى مشفى أو فصلاً في مدرسة أو تبنى مبدعاً، عكس غيرهم من أبناء المحافظات الأخرى.
ودعوني أخبركم بما عانيته وربما غيري من شعراء وأدباء ريمة فقد كنا محل تباهي أغلب واجهات المحافظة الذين يقدمون أنفسهم رعاة وداعمين لنا في كل مقائلهم بينما الواحد منا لديه من خمسة إلى ستة كتب بدون طباعة والأغلب بدون وظيفة حتى، يتفشخرون بنا وبدعمنا بينما كنا نستلف قيمة القات والمواصلات لنلبي دعواتهم ليحولونا لدواشين مقائل وأعراس وقد يعود بعضنا بعد أن بح صوته من الحديث ألى منزله مشياً على الأقدام.
هذه ريمة الغنية بطيبة أهلها البسطاء ومغتربيها النبلاء والغبية بما تقدمه من ولاء للشيخ والدولة وووو، ريمة التي شقت سواعد بنيها وهبات مغتربيها الطرق ومشاريع المياة ودفعت رواتب المعلمين وعالجت المرضى، لأن الدولة بسبب اهمال قيادتها ولصوصيتهم حرمتها من الطرق ومشاريع المياه والمشافي ولا زالت كأنها تعيش عصر ما قبل ثورة الـ٢٦ من سبتمبر.
ريمة التي يموت فيها المريض قبل أن يصل للحديدة أو صنعاء للعلاج فقد يحمل على الأكتاف مسافة شاسعة حتى يجد سيارة توصله ، ريمة التي لا تزال أغلب القرى فيها تشهد مواكب جماعية للفتيات والنساء كل صباح يتسنمن الجبال الوعرة حاملات دبات الماء وقد تنزلق إحداهن فتهوي جبلاً حتى تتفتت عظامها من أجل شربة ماء.
ريمة التي هجر بنيها التعليم واتجهوا للغربة لأنهم في ذيل قائمة التوظيف ولأن أغلب المعلمين لا يداومون في مدارسهم بل مغتربون خارج البلد بسبب فساد قيادات المحافظة وتقاسم إدارة التعليم معهم مقابل الصمت رواتبهم، وجزء كبير من المعلمين المتبقين غير مؤهلين تأهيلاً ولو نسبياً.
ريمة التي يتسابق فيها كل قيادة مكاتب التربية على رئاسة المراكز الإمتحانية لا حرصاً على التعليم ومخرجاته بل على تحصيل المبالغ من الطلاب المواظبين ومن الغائبين ومن الذين يختبرون بالنيابة عن غيرهم وكل فئة بسعرها من اجل السماح لهم بالغش وفتح الكتب داخل الفصول، بعلم المحافظ والجميع، ريمة التي اغلب قراها بدون قابلة أو ممرضة صحية لأن الجميع يزوج بناته في الإعدادية أو يحرمهن من التعليم في الإبتدائية لعدم وجود مدرسة في القرية.
ريمة التي لو تقاعد معلميها الحاليون فلن نجد في أغلب قراها معلمين لأن اغلب الشباب ترك الدراسة واتجه للغربة لأنه لن يحصل على وظيفة وإن توظف فراتبه لن يكفيه لحياة كريمة عكس زميله في المدينة الذي يدرس في مرسة خاصة ويشتري السلع بسعرها الأساسي ويجد كل الخدمات بشكل أفضل ، ولأن ثقافة الجهل تجعل قيمة الرجل ماله محلاته وعماراته في المدينه لا علمه وثقافته وشهادته الجامعية . . ما اوجع الكلام وما أكثره ، والسؤال إلى أي هاوية تتجه هذه المحافظة وعلى من نعول من رجالها؟؟؟؟