أهالي شهداء الإمارات يعرفون أن قيادة دولة الإمارات، وبالتحديد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، لن ينسى شهداء الوطن أبداً، فمنذ استشهد أول جندي إماراتي لاحظنا كيف كان الشهداء محل اهتمام سموه، فإذا كان من يقدم شيئاً بسيطاً لوطنه لا ينساه سموه، فهل يمكن أن ينسى سموه من قدم روحه فداء لهذا الوطن، بالطبع لا.
وما زيارة سموه لأسرة الشهيد حمود العامري، الذي استشهد منذ أشهر، ولقائه أطفال وأسرة الشهيد يوم أمس إلا دليل على أن مكانة الشهداء وأهلهم لن تقل، ولن تتراجع في نظر هذا الوطن وقيادته، فهنيئاً لشهدائنا الجنان، وهنيئاً لأهالي الشهداء التقدير من قيادة الإمارات وشعبها.
وكما أن كل الشهداء في مرتبة عالية عند رب العالمين، فإنهم في الوقت نفسه في ذاكرة هذا الوطن دائماً، وسيبقون محل اهتمام قيادتنا دائماً، والشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، يعطينا مثلاً في الوفاء ما ومثلاً في تقدير جنود هذا الوطن وشهدائه.
هم أبطال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رجال يتسلحون بالشجاعة والإيمان قبل أن يتسلحوا بالبندقية والدبابة، زكريا وزملاؤه أبطال صعدت أرواحهم إلى السماء بجوار ربهم، ومن بقي على أرض اليمن أبطال أيضاً سيعودون إلى وطنهم منتصرين.. مقابل هذا المشهد البطولي نستذكر ما تقدمه دولة الإمارات لليمن من مساعدات لم تنقطع يوماً، ليس في هذه الحرب، وإنما قبل هذه الحرب، فالإمارات مع اليمن والشعب اليمني دائماً، واليوم هي معهم أكثر وأكثر.
لقد التزمت الإمارات من منطلق أخلاقي، ومن منطلق الأخوة والمبادئ الإنسانية بدعم الشعب اليمني منذ اليوم الأول للانقلاب على الشرعية ودعوة الحكومة الشرعية الدول العربية ودول العالم لمساعدتها والتدخل لإنقاذ اليمن من خطر التدخل الخارجي، ومنذ ذلك اليوم، قامت دولة الإمارات مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بدورها الإنساني والأخلاقي في مساعدة الشعب اليمني وحمايته من الانقلاب الحوثي.
بينما كنت أتابع موكب الشهيد زكريا الزعابي، وهو أحد شهدائنا في قافلة المجد والخلود شعرت بالفخر وأنا أرى ماذا تفعل دولة الإمارات وما تقدمه لليمن، فبالإضافة إلى أرواح ودماء عشرات من أبنائنا الشهداء الأبرار والجنود البواسل الذين ذهبوا إلى أرض اليمن ملبين نداء الوطن لحماية هذه المنطقة والدفاع عن الأرض التي يعيشون عليها وإعادة الشرعية إلى اليمن، لم تتوقف عن مساعدة الشعب اليمني مادياً ومعنوياً، وخلال 19 شهراً فقط قدمت ما يزيد على ستة مليارات درهم، مساعدات إنسانية وتنموية للشعب اليمني من أجل عزة وكرامة وحياة هذا الشعب الشقيق، وما زالت مستمرة في المساعدة، ولكن اللافت هو أننا مقابل ذلك نجد أن الحوثيين الانقلابين يستمرون في توجيه واستخدام أسلحتهم الخفيفة والثقيلة ضد الشعب اليمني وضد التحالف العربي، فيهاجمون كل شيء وأي شيء يختلفون معه، وقد رأى العالم بأسره أول أمس كيف قصفت صواريخ الحوثي مسجداً، فقتلت العشرات من المصلين الأبرياء.
*الإتحاد الإماراتية