يجب على الحكومة اليمنية ألا تكتفي بمجرد رفض خارطة ولد الشيخ للسلام في البلاد.
المعترك السياسي لا يؤمن باللغة الحدية الفاصلة.
الأفضل من وجهة نظري أن تعمد مؤسستا الحكومة والرئاسة إلى تقديم ملاحظاتهما حول الخطة، وكيفية تطويرها، في جولات التفاوض المقبلة.
الرفض دون تقديم البدائل الواقعية المقنعة لا يفيد.
أما إذا استمرت الحكومة في رفض الخطة، وعدم التعاطي مع بدائل سياسية أخرى، فإن عليها أن تقول لنا كيف يمكن أن يكون الحسم العسكري؟
البلاد تنزلق نحو المجاعة، والقتلى المدنيون في تزايد مستمر، ووحدة البلاد في خطر حقيقي.
إما أن ترينا الحكومة أدواتها العسكرية لحسم ما تبقى من المعركة، أو أن تدخل في معترك سياسي يضمن خروج البلاد من محنة الحرب والدمار والقتل اليومي لليمنيين.
لا قلق من أن يتمكن الحوثيون من فرض إرادتهم، فهم اليوم في حالات من الضعف لم تعد مكابراتهم تخفيها، ولولا ضعف أداء معسكر الشرعية لما صمدت هذه المليشيات طول هذه التفرة.
في المحصلة، لن ينجح الكهنوت لا في الحرب ولا في السلم، لأنه في الحرب منهك، وإن استمر فيها فسيستمر استنزافه، ولأنه في السلم منبوذ، بمنطقه القروسطي السلالي.
عندما تقف الحرب، ستكون لحظات حساب هذا الكهنوت عسيرة من قبل جمهوره الذي سيكتشف فيما بعد أن الحرب كانت كارثة بامتياز.
الدرس الأكبر لليمنيين من حقبة حكم الكهنوت هو سقوط جميع الشعارات التي رفعتها المليشيات التي مر عليها الدرس قاسياً ورهيباً.