[ اتهامات للإمارات بتهميش دور هادي ]
قال تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن الرئيس عبد ربه منصور هادي بات في موضع شك، وينظر له البعض بشكل متزايد بأنه شخصية هامشية، بل ذهب البعض الآخر لاعتباره عقبة في طريق تحقيق السلام في اليمن.
وقالت الوكالة بأن هادي الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض يلتقي كبار الدبلوماسيين ويبعث برسائل التعزية والتهاني، ويرأس اجتماعات دورية مع مساعديه، وفي بعض الأحيان يجري مقابلات تلفزيونية.
ويشير تقرير الوكالة إلى أن التحالف العربي تدخل في اليمن في مارس 2015 بهدف دفع الحوثيين المتحالفين مع إيران، والذين سيطروا على معظم أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء، واستعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة.
وأسفر الصراع عن مقتل ما يقرب من 10 آلاف شخص وجرح عشرات الآلاف، مما خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كما تصفها الأمم المتحدة.
ويضيف التقرير: والآن بعد دخوله عامه الرابع أظهر التحالف علامات انقسام داخلي حيث شكك البعض في مدى فائدة الرئيس هادي في قضيتهم.
ويذكر التقرير أن هادي هو تجسيد لحكومة اليمن المعترف بها دوليا، وقد تم تعيينه رئيسا في عام 2012 كجزء من صفقة سياسية لتولي اليمن خلفا لسلفه علي عبد الله صالح الذي تخلى عن السلطة بعد أشهر من الاحتجاجات في الشوارع.
ويواصل: عندما اجتاح الحوثيون الشيعة صنعاء في أواخر عام 2014 اضطر هادي إلى الفرار من العاصمة، حيث ذهب أولاً إلى مدينة عدن ثم إلى المنفى في الرياض.
وبينما تعترف الولايات المتحدة بهادي كرئيس لليمن فإنها لم تبد انزعاجا من الحوثيين أو حتى من دولة الإمارات العربية المتحدة العضو التحالف العربي، والتي عملت في الأشهر الأخيرة على تقويض سلطة هادي في ميناء عدن الجنوبي.
وقال التقرير في يناير/كانون الثاني، هاجم الانفصاليون الجنوبيون المدعومون من أبو ظبي قوات مؤيدة لهادي في عدن، حيث اجتاحوا المدينة، واضطرت الحكومة إلى السفر خارج المدينة، حتى وصل مبعوثون من السعودية والإمارات إلى عدن لاحتواء الاقتتال الداخلي.
وتنقل الوكالة عن محللين بأن تلك المواجهة التي وقعت في عدن كانت تعبيرا عن سخط دولة الإمارات العربية المتحدة على هادي، الذي ينظر إليه على أنه غير كفؤ وقريب جدا من جماعة الإخوان المسلمين.
وتذكر بأن كلا من الإمارات وبريطانيا اللتين تدعمان التحالف دبلوماسياً وسلاحاً تؤيدان إجراء تبديل في المعسكر الحكومي، وفقاً لمصادر إقليمية قريبة من العملية.
وتواصل: في حين أن السعوديين على بينة من أوجه القصور في حليفهم اليمني، فقد أعادوا الحكومة إلى مهمتها، كما أن الولايات المتحدة التي توفر الأسلحة والاستخبارات وإعادة التزود بالوقود إلى التحالف الذي تقوده السعودية ترى أيضاً أن هادي هو مفتاح التوصل إلى اتفاق نهائي.
وينقل التقرير -الذي ترجمه الموقع بوست - تصريحا لمسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته حيث قال "في النهاية يمثل هادي رغم كل إخفاقاته شيئا مهما جدا إذا اردنا التوصل إلى حل سياسي في اليمن".
وقال المسؤول "الطريقة التي يتصرف بها الإماراتيون في الجنوب تعقد مهمة التوصل إلى حل سياسي، إنها تديم مشكلة اليمن فقط وهي الميليشيات والجماعات المسلحة".
ويواصل التقرير قائلا بأن التوترات مع الانفصاليين الجنوبيين، والتهديدات المستمرة من تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية التابعة للدولة الإسلامية، تعني أن وزراء هادي لا يمكنهم الحكم من المدينة التي أعلنوا ذات مرة أنها عاصمة مؤقتة لليمن.
وتحت عنوان الخطة (ب) نقلت الوكالة عن الناطق بلسان الحكومة راجح بادي قوله بأن غالبية الوزراء يقضون الجزء الأكبر من وقتهم في عدن، وهم الوزراء المحسوبون على المدن الجنوبية، أما الوزراء الذين ينحدرون من شمال اليمن فيعملون بشكل رئيسي من الرياض.
ومن بين هؤلاء الوزراء - كما يقول التقرير- وزير الخارجية عبد الملك المخلافي الذي يقوم بزيارات دورية إلى معقل الحكومة في مأرب بوسط اليمن، ونائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي لديه علاقات صعبة مع الانفصاليين.
تقول الوكالة بأن هادي لم يسافر إلى اليمن منذ حوالي عام، في حين استقال اثنان من وزرائه في مارس متهمين المملكة العربية السعودية بالسيطرة على تحركاته.
وتضيف: في مقابلة أجريت في سبتمبر / أيلول 2017 مع قناة العربية المملوكة للسعودية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة ، قال هادي إن الحل العسكري هو "الأكثر احتمالا" لفرض نهاية للصراع.
واستدرك التقرير: لكن الدوائر السياسية اليمنية تبحث بشكل متزايد عن مخرج - تعويم الخطة (ب) - التي تهدف إلى تعزيز عملية سياسية في البلد الذي مزقته الحرب.
وأضاف التقرير: سيحتفظ هادي بدوره "الاحتفالي" كرئيس للدولة، لكن في الواقع سيحل محله شخصية سياسية من الشمال وهو نائب الرئيس القادر على التفاوض على اتفاق مع المتمردين الحوثيين الشماليين، في إشارة إلى علي محسن الأحمر.
وتنقل الوكالة عن آدم بارون، وهو عضو في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله "سيبقى هادي حتمًا شخصية رئيسية في العملية فقط بفضل منصبه كرئيس اليمن المعترف به دوليًا ورئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا".
*لقراءة التقرير بالنسخة الأصل على الرابط هنا