يتطرق التقرير الدوري الجديد عن اليمن والصادر عن مركز التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشاريع الأمريكية إلى طبيعة التطورات التي شهدتها اليمن خلال الشهر الماضي، ويبرز الأحداث الرئيسية في اليمن معززة بالاستنتاجات التي قدمها.
يقول التقرير بان المتحاربين في الحرب الأهلية اليمنية لم تعد أولوياتهم السعي لحل سياسي للصراع، فبعد ست سنوات من اقتراح مجلس التعاون الخليجي لمبادرة ضمان سياسية سلمية ونقل الحكومة المركزية في 23 نوفمبر 2011، يكون اليمن قد كسر، وهو الآن يعاني أسوأ في العالم أزمة إنسانية.
ويشير إلى أن اليمن تحولت إلى أرض للصراع الإقليمي بين السعودية وإيران، حيث قام المتمردون الحوثيون والمتحالفون مع صالح بإطلاق صاروخ بالستي نحو الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بعد سماع خبر استقالة الرئيس اللبناني سعد الحريري وسط احتجاجات من قبل حزب الله اللبناني.
ويضيف: ليس مؤكداً إن كان إطلاق الصاروخ بسبب هذا القرار أم لا ، لكن المؤكد هو أن إيران لطالما سعت لمحاربة المملكة العربية السعودية عن طريق حليفها الموجود في اليمن.
استخدام الحوثيين صواريخ طويلة المدى وأسلحة مشابهة ،هي عبارة عن هجمات إيرانية التخطيط ضد السعودية، وواصلت إيران عن طريق وزير خارجيتها محمد جواد ظافر الضغط على الأمم المتحدة لاعتماد خطتها للسلام المقترحة في 2015، وذلك بعد الهجوم الصاروخي.
ولا يقيد الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن التهديد الذي تشكله الهجمات الصاروخية الباليستية طويلة المدى التي توفرها إيران للحوثيين لضرب السعودية، بالعكس يمكن أن يعزز جماعة الحوثي وصالح من خلال روابطها بالسوق السوداء اليمنية.
وتبين جماعة الحوثي وصالح من خلال قدرتها على استخدام الصواريخ البالستية، باعتبارها دفاعا أساسيا ضد السعودية، و يمكنها أن تستمر في شن هجمات إضافية.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد أغلق الحدود الجوية والبحرية في اليمن في الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر رداً على الهجوم الصاروخي الذي وقع في 4 تشرين الثاني / نوفمبر، ولن يوقف الحصار تهريب البر من شرق اليمن وعمان، وهو طريق محدد لنقل أجزاء الصواريخ إلى جماعة الحوثي وصالح.
المجلس الانتقالي
تم حشد اللواء المدرع 123 اليمني لتأمين سواحل المهرة ومطارها في شرق اليمن في منتصف نوفمبر، مما قد يكون له تأثير أكبر على تهريب إيران أكثر من الحصار، وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكلفة السلع الأساسية ارتفاعا كبيراً منذ أن نفذ التحالف حصاره الأكثر صرامة، مما أدى أيضاً إلى ارتفاع الأسعار في السوق السوداء.
إن أصحاب المصلحة من جانبي النزاع الحاسمين للقرار يستفيدون من الاقتصاد غير المشروع ويفتقرون إلى الحوافز للمشاركة الحقيقية في العملية السياسية.
جهود الاستقلال للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة يعقد من عملية التوصل لحل للأزمة السياسية.
المجلس الانتقالي الجنوبي، عبارة عن كيان سياسي مكون في مايو 2017 ينافس الحكومة الشرعية التي يرأسها هادي، أكمل إنشاء مكاتب حكومة محلية في 20 نوفمبر في معظم الجنوب والشرق اليمني ما عدا سقطرى، ولم يتضح إلى الأن أي خطة توضح كيف ستعمل هذه المكاتب بالتعاون مع المكاتب المحلية الحالية في البلاد، بالإضافة إلى ذلك، يفتقر المجلس الانتقالي إلى دعم كبير في أجزاء من شرق اليمن، مما يعيق قدرته على العمل كممثل للسكان الذين تخطط لحكمهم.
وأصبح المجلس الانتقالي ناقلاً للدعم الإماراتي في اليمن الجنوبي والشرقي الذي يمكن بعض الفصائل المحلية من زعزعة استقرار المنطقة سياسياً، وتشكل حكومة هادي المعترف بها دولياً تحالفا جنوبياً سياسياً منافساً في محاولة لمواجهة المجلس الانتقالي.
المنافسة في المهرة
وقد تؤدي المنافسة بين دول الخليج للتأثير في البلاد إلى زعزعة الاستقرار في جنوب اليمن، أما محافظة المهرة، وهي أكبر محافظة شرقية على طول الحدود العمانية، وقد كانت تاريخيا تحت نطاق نفوذ عمان، وتحاول دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي نشر نفوذها في محافظة المهرة، على الرغم من أن المجلس الانتقالي لا يحظى بدعم كبير في المحافظة.
وأفادت التقارير أن القوات المدعومة من السعودية نشرت أيضاً في مطار المهرة والميناء البحري بعد أن منحتهم القوات المحلية إمكانية الوصول إليها في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وقد يولد هذا النشر حالة من عدم الاستقرار لأن بعض سبل كسب العشائر تعتمد على تجارة التهريب، بالإضافة إلى ذلك، اشتبكت القوات المدعومة من الإماراتيين والمدعومة من السعودية بشكل دوري في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، في عدة مناسبات.
داعش والقاعدة
وتحتفظ الدولة الإسلامية (داعش) بوجود صغير في اليمن الأوسط وربما الجنوبي، قامت داعش ولایة عدن - أبين بتنفیذ هجومين انتحاريين استهدفا القوات المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة عدن في نوفمبر/تشرین الثاني، و?ي أول ?جمات للمجموعة في جنوب الیمن منذ ینایر/?انون الثاني 2017.
وجاءت الهجمات عقب سلسلة من الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مخيمات داعش في محافظة البيضاء وسط اليمن في أكتوبر/تشرين الأول و نوفمبر/تشرين الثاني، كما استأنف تنظيم داعش هجماته في البيضاء في أعقاب الغارات الجوية بعد شهرين من عدم النشاط في المنطقة.
وبدأ تنظيم "داعش" بإطلاق مقاطع فيديو وصور لمعسكرات التدريب التابعة له في الخريف لإشارة إلى ظهوره مجدداً، وقد تكون الهجمات الأخيرة في عدن أظهرت قوة بعد العمليات الأمريكية والإماراتية الأخيرة لمكافحة الإرهاب ضد الجماعة، وقامت قوات الأمن المدعومة من الإمارات بتفكيك الخلايا الجنوبية التابعة لتنظيم داعش في أواخر عام 2016 وأوائل عام 2017.
القدرات الإعلامية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية قد تكون تعطلت، وحدثت فجوة استمرت أكثر من أسبوعين في التقارير التي تم إصدارها وتقاريرها في شبه الجزيرة العربية بعد إغلاق العديد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في شبه الجزيرة العربية في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني.
وسوقت قنوات إعلامية غير رسمية لأنشطة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ولم يتطابق أسلوب إعداد التقارير مع تنسيق القنوات الرسمية، إضافة إلى ذلك لم تصدر القاعدة في شبه الجزيرة العربية قضية في صحفتها شبه الأسبوعية منذ يوليو / تموز 2017، وقد تكون عمليات مكافحة الإرهاب من الولايات المتحدة والقوات اليمنية ضد المجموعة قد أعاقت قدراتها.
وبدلاً من ذلك، قد تؤدي زيادة ضبط النفس من مواقع التواصل الاجتماعي إلى إعاقة قدرة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على إنشاء قنوات رسمية، أو قد يكون ذلك أحد أعراض التكسير الداخلي، وقامت جماعة أنصار الشريعة في تعز بقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية علناً، ونشر مسؤول وصفه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأنه نقد القيادة مؤخراً، بيانات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خلال التليجرام.
توصيات
ولا يزال من غير المحتمل التوصل إلى حل سياسي للنزاع اليمني. ويحافظ اقتصاد الحرب وسياسات المملكة العربية السعودية الرجعية على الظروف التي تحفز الجهات الفاعلة المحلية على إدامة الحرب.
يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على تغيير هياكل الحوافز في اليمن والمنطقة، لجلب الأطراف الفاعلة الحيوية إلى المفاوضات.
إن الحرب الأهلية التي طال أمدها تضر بمصداقية الولايات المتحدة على الصعيد الدولي حيث إن الولايات المتحدة تتهم بشكل متزايد بالتخلف عن العمل حيث تستمر أسوأ أزمة إنسانية في العالم في دوامة.
*نشرت المادة في موقع التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشاريع الأمريكي، ويمكن قراءتها هنا