[ تهدف الحرب على الإرهاب في اليمن إلى اجتثاث جذوره وفقا لمسؤولين أمريكيين ]
فتحت الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن ملفا مهما ظل لسنوات محور اهتمام الحكومة اليمنية وعلاقتها بواشنطن.
ومنذ انطلاق عملية عاصفة الحزم العسكرية المؤيدة للشرعية في اليمن، انطلقت حرب أخرى استهدفت تنظيم القاعدة الذي استفاد من الفراغ الذي خلفه انقلاب مليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح على الحكم في اليمن.
كانت أول ضربة استهدفت التنظيم في محافظة حضرموت (شرقي اليمن) والتي كان التنظيم قد اتخذ منها مقرا لأنشطته، واستطاع الحصول على مبالغ مالية ضخمة، وفقا لتقارير استخباراتية.
ومع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم في واشنطن، تصاعدت عملية الاستهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، ولكن هذه المرة كان بالتعاون الاستخباراتي والعسكري مع القوات الإماراتية التي تتحكم بالعديد من المحافظات اليمنية خاصة في جنوب اليمن.
تبدو الحرب على الإرهاب وفقا للطريقة الإماراتية مشابهة تماما لما سارت عليه جماعة الحوثي عندما أعلنت انها ستتولى ملاحقة القاعدة أو ما تسميه "الدواعش" والتي تبين لاحقا أنها لم تكن سوى ستارا للتمدد في المحافظات والسيطرة عليها.
فالحرب التي تشن اليوم، تجري بعيدا عن ألوية الجيش اليمني، وتنسيق الحكومة اليمنية، التي يجري تغييبها بشكل واضح، كما أنها تحولت إلى غطاء لأهداف خفية، تتضح معالمها يوما بعد آخر.
آخر تلك العمليات ما يجري في محافظة شبوة، والتي وصلتها ما يسمى بقوات النخبة الشبوانية، التي تم الإعلان بأنها ستقوم بمواجهة تنظيم القاعدة في المحافظة.
يقول تقرير لمحطة فوكس نيوز الأمريكية بأن قوات العمليات الخاصة الأمريكية بمساعدة القوات اليمنية والإماراتية تقوم بعملية كبيرة في اليمن ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي تعتبر منذ فترة طويلة أكبر تهديد للولايات المتحدة من خلال تطوير قنابل غير معدنية مصممة للانزلاق من خلال الأمن وإسقاط الطائرات التجارية.
ووفقا للقناة -التي ترجم تقريرها إلى العربية "الموقع بوست"- فقد أعلن السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة العملية في بيان صادر عن سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوم أمس بأن القوات المسلحة اليمنية شنت عملية كبيرة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحافظة شبوة، مؤكدا بأنه يجري دعم هذه العملية عن كثب من قبل قوة تمكينية مشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة.
وأضاف البيان أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تشارك في هذه العملية كجزء من تحالف عربي أوسع، ويواصل العمل اليوم مهمة التحالف المستمرة لمكافحة الإرهاب في اليمن ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، من أجل تعطيل شبكة التنظيمات الإرهابية وتقليل قدرتها على شن هجمات مستقبلية ".
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لفوكس نيوز إن قوات العمليات الخاصة في الولايات المتحدة تقوم بدور مساند في ما وصفه المسؤول بأنه "عملية تطهير" في اليمن ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن "هذا ليس يوما واحدا".
وفي الوقت نفسه، قال السفير اليمني في الولايات المتحدة أحمد عوض بن مبارك لـ"فوكس نيوز" إن "الدعم السياسي واللوجستي" من الولايات المتحدة، وليس القوات البرية.
وتساعد قوات العمليات الخاصة التابعة للولايات المتحدة القوات اليمنية والإماراتية بصفة استشارية ولكنها قد تشارك في القتال المباشر إذا لزم الأمر، ومع ذلك، فإن الإمارات العربية المتحدة هي في المقام الأول في الصدارة، وفقا للمسؤول.
وشاركت الأختام البحرية الأمريكية في هذه الأنواع من العمليات منذ تولي الرئيس ترامب منصبه، كما تقول المحطة، والتي تؤكد بأن الجيش الأمريكي عادة ما يدعم هذه الأنواع من العمليات من خلال توفير طائرات النقل وطائرات إعادة التزود بالوقود، وإذا لزم الأمر، فريق طبي جاهز لإخلاء الجرحى، وستكون "قوة الرد السريع" التى تم حجزها فى الشواطئ الاحتياطية فى حالة تأهب للدخول عند الضرورة، بيد أنه لم يتضح بعد عدد الأموال الأمريكية المستخدمة، ورفض المسؤول التعليق على هذا الجانب من العملية.
وقال مسؤولون إن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس توجه يوم الجمعة إلى دام نيك في فيرجينيا، مقر فريق سيل سيكس، وسيتلقى معلومات عن العملية.
تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 80 ضربة جوية أمريكية فى اليمن منذ تولى الرئيس ترامب منصبه، أى ضعف المعدل خلال السنوات الخمس الماضية.