[ غارات اسرائيلية استهدفت مواقع الحوثيين في الحديدة ]
كشفت صحيفة عبرية، عن تحقيق إسرائيل ثلاثة أهداف استراتيجية وراء الغارات الجوية التي نفذتها يوم 20 يوليو على منشآت نفطية تابعة لجماعة الحوثي في ميناء الحديدة (غرب اليمن).
وقالت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إنه عندما ردت إسرائيل أخيراً على هجمات الحوثيين المتواصلة، كانت تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية.
وأضافت أن تل أبيب بشكل مباشر سعت إلى التأثير على نوايا وقدرات النظام الحوثي من أجل الضغط عليه لوقف هجماته المستمرة التي تستهدف إسرائيل والتي استمرت لمدة عام تقريباً.
وتابعت أنه مع تزايد ما وصفته بـ "وقاحة النشاط التقليدي والنووي الإيراني"، كانت القدس تهدف إلى تحذير النظام الإيراني من أن جيش الدفاع الإسرائيلي قادر على شن هجمات مدمرة أبعد كثيراً من طهران أو أي من المنشآت النووية الإيرانية.
وبشأن الهدف الثالث قالت الصحيفة العبرية "كانت إسرائيل تنوي دفع الجهات الفاعلة الأخرى في محور المقاومة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الخاصة باستهداف إسرائيل، حيث سيكون من الصعب الآن حساب أي ضربة بطائرة بدون طيار من شأنها أن تثير رد فعل هائل".
منذ أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون أكثر من 200 قذيفة على إسرائيل - كلها باستثناء واحدة فشلت في التسبب في أي ضرر.
وذكرت أنه بعد تسعة أشهر من هجمات الحوثيين على إسرائيل، عدلت الجماعة مدى إحدى طائراتها بدون طيار من أجل إخفاء نشاطها. مشيرة إلى أن فشل إسرائيل في تحديد هوية هذه الطائرة بدون طيار المعادية بشكل صحيح كانت له عواقب وخيمة، حيث انفجرت الطائرة بدون طيار بالقرب من مبنى سكني في وسط تل أبيب، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة العديد وإلحاق أضرار بالمباني المجاورة.
وأردفت "بعيدًا عن القيمة الاستراتيجية المتمثلة في قتل مدني إسرائيلي وإلحاق الضرر ببعض المباني السكنية، فإن الضربة الحوثية على تل أبيب خدمت عمليات نفوذ الجماعة في الداخل والخارج".
في الواقع، بينما كان الحوثيون يواجهون رد فعل غير مسبوق من الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن وداعميها السعوديين، كانت الضربة في قلب تل أبيب رسالة واضحة. إذا تمكنوا من ضرب هدف في تل أبيب على بعد بضع مئات من الأقدام من المكتب الفرعي للسفارة الأمريكية في إسرائيل، فمن المفترض أن يكون جميع سكان الخليج والمراكز الاقتصادية معرضين للخطر.
وأغار سلاح الجو الإسرائيلي في 20 يوليو على الميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، غداة تبني المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران، هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب. وكانت هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها إسرائيل هجوماً على اليمن.
وأدت الغارات على المرفأ، الذي يعدّ بوابة رئيسية لواردات الوقود والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة الحوثي، إلى مقتل 9 أشخاص، وفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين.
كما تسببت باندلاع حريق هائل استمر لأيام في الميناء، وأتى على بعض الرافعات وعشرات خزانات النفط.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة ما يعرف بـ"مؤسسة موانئ البحر الأحمر" التابعة للحوثيين، المسؤولة عن الميناء، نصر النصيري، إن الخسائر "تتجاوز 20 مليون دولار بالنسبة للميناء، أما المنشآت النفطية فالتقدير متروك لوزارة النفط".