بقي 200 يوم على انطلاق كأس العالم 2022 في قطر، لأول مرة في تاريخ المنطقة العربية، وقد استطاعت الدولة الخليجية العربية الاستعداد المميز للمونديال، عبر الانتهاء من جميع المشاريع العملاقة الخاصة بالمسابقة الدولية، وسط ترقب جماهيري كبير.
وتستعد قطر إلى استضافة النسخة الـ22 من كأس العالم على أرضها، بعدما وعدت اللجنة المنظمة للمسابقة الدولية الجميع بأنها تترقب انطلاقة الحدث الكبير، واستقبال الملايين من الجماهير، بالإضافة إلى الانتظار لحصاد عملها منذ قبول ترشحها لنيل شرف إقامة المونديال في عام 2010، الذي سيترك إرثاً تاريخياً للعالم.
الاستدامة
قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتركيز على موضوع الاستدامة، بعدما اعتمدت على أحدث الطرق لإعادة تدوير النفايات العضوية الناتجة عن استضافة البطولات الكبرى وتحويلها إلى سماد، وهذا ما اختبرته بشكل فعلي أثناء كأس العرب 2021.
وأكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، خلال السنوات الماضية، أنها تعمل على استضافة نسخة خالية من البصمة الكربونية في كأس العالم، ما يعني ترك مؤثر إيجابي في الإرث المناخي لقطر والمنطقة، عقب تصميم وبناء الملاعب ومواقع التدريب والبنية التحتية للمواصلات وفقاً لمعايير البناء المستدام، ما ساهم بحصولها على عدد من الجوائز الكبرى.
الجماهير
حرصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على التركيز على الجماهير الرياضية، التي ستكون حاضرة من أجل تشجيع منتخبات بلادها التي ستشارك في كأس العالم 2022، عبر بناء أحدث الفنادق، بالإضافة إلى التعاقد مع شركات عالمية من أجل توفير غرف فندقية خاصة.
وتشكل الجماهير أحد عوامل الاستدامة التي ستترك إرثاً تاريخياً في قطر والمنطقة والعالم، عبر التدريبات الخاصة التي قامت بها اللجنة خلال السنوات الماضية لجميع الكوادر، بالإضافة إلى إطلاقها برنامج "الجيل المُبهر"، الذي سيساهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمعات حول العالم، لأنه يحدث أثراً اجتماعياً إيجابياً من خلال بناء ملاعب لكرة القدم، وتقديم فرص التدريب والتنمية من خلال كرة القدم، وإشراك الشباب.
الاقتصاد
عملت اللجنة المنظمة لكأس العالم على تعزيز بيئة الأعمال في البلاد، عبر توفير الفرص للشركات المحلية ورجال الأعمال الذين ساهموا في البنية التحتية الكبيرة (ملاعب، فنادق وغيرها)، لكن الاستدامة ستكون بعد البطولة الدولية، من خلال تحويل الملاعب لمرافق أخرى، مثل فنادق محلية ومكاتب ومراكز تسوق وعيادات طبية متخصصة بالطب الرياضي.
أما على المستوى الدولي، فستقوم اللجنة بالتبرع بما يقارب مئتي ألف مقعد من الاستادات لمشاريع رياضية خارج قطر ما يوسع الإرث المستدام، وسيجمع بين أبناء المجتمع في فعاليات رياضية وأخرى غير رياضية، هذا إلى جانب جعل الرياضة ومرافقها متاحة أمام الجميع، وخلق فرص عمل جديدة.
مثال للعالم
تمكنت دولة قطر، خلال عدة سنوات، من أن تصبح مثالاً حياً لأي دولة راغبة في استضافة كأس العالم 2022، بعدما استطاعت بناء كل شيء من الصفر في فترة وجيزة، جعلت العديد من مسؤولي الاتحادات الدولية والأساطير يعتبرونها أول دولة تتمكن من إعلان جاهزيتها قبل انطلاق البطولة الكبيرة بعدة أشهر.
وبفضل ما فعلته قطر خلال سنوات قليلة، تمكنت من جعل ما بنته مثالاً حياً على أن كأس العالم لم يعد حكراً على الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول التي سبقت لها استضافة المونديال، ما يجعل المونديال في قطر إرثاً لجميع الدول ومثالاً يحتذى به.