بقدر ما كانت مسيرة ليونيل ميسي مبهرة وملهمة لملايين اللاعبين على مستوى العالم، كان عبء المقارنة بالنجم الأرجنتيني ثقيلا على لاعب إسباني واعد كان يعتبر في وقت ما خليفة ميسي في برشلونة.
تروي قصة بويان كريكيش يوميات لاعب انتقل من أضواء البطولات الكبرى إلى ظلال الفرق الصغيرة بحثا عن استعادة أمجاد بدت واعدة في البدايات.
بدأت مسيرته مع أكاديمية لا ماسيا لنادي برشلونة، وشق طريقه منذ أن كان في السابعة من عمره وصار النجم الأبرز بين أقرانه وصاحب المستقبل الأكثر إشراقا في نظر المدربين هناك.
مسيرة استمرت سنوات في صفوف الفرق الشبابية حطم خلالها اللاعب الموهوب كل الأرقام وسجل أكثر من ثمانمئة هدف مع كل الفئات التي لعب لها.
وفي عمر 17 عاما فتحت أبواب الفريق الأول أمامه ليكون أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يحرز هدفا في الدوري وأصغر لاعب بالفريق يشارك بدوري أبطال أوروبا.
غير أن النجاح المبكر ألقى بثقله على الفتى الذي لم يغادر سن المراهقة، ووصف بويان تلك اللحظات بأنها من أصعب فترت حياته، حيث انتقل خلال أشهر من فتى يهوى الكرة ويمارسها بشغف بعيدا عن الأضواء إلى نجم فوق العادة في إسبانيا تتسابق الجماهير لالتقاط الصور معه.
ومع الضغط الذي عاشه بسبب الشهرة المفاجئة، جاءت المقارنات مع ميسي لتضع عبئا أثقل على اللاعب الذي صار مطالبا كل مباراة بإثبات أحقيته بالألقاب التي انهالت عليه.
ضغوط انعكست قلقا مزمنا يعاني منه اللاعب وحرمته من العيش بشكل طبيعي لأيام متواصلة بسبب النوبات المتكررة التي سببت له صداعا وإرهاقا متواصلا.
وكان من تداعيات تلك الظروف قراره عدم الاستجابة لاستدعاء المدرب لويس أراغونيس للمشاركة مع المنتخب بكأس أمم أوروبا (يورو 2008) رغم الإلحاح المتكرر والمطالبات المتواصلة من طرف المدير الرياضي للمنتخب آنذاك فيرناندو هيرو وقائد برشلونة كارليس بويول.
ورغم تضييعه فرصة المشاركة في الفوز بلقب يورو 2008، فإن بويان يعتقد أنه اتخذ القرار المناسب حينها لأنه استفاد من فترة راحة ساعدته على تلقي المساعدة المناسبة للتخلص من مشاكله النفسية والعودة إلى المسار الصحيح مع برشلونة.
ومع التألق المتواصل لكتيبة المدرب بيب غوارديولا، تزايدت الصعوبات أمام بويان لخطف مكانة أساسية في هجوم كان يضم حينها ميسي إلى جانب ديفيد فيا وبيدرو، ليتخذ قرارا اعتقد أنه الأصوب حين غادر الفريق بحثا عن التألق بعيدا عن أسوار النادي الذي تعلم فيه أبجديات الكرة.
تجربة أولى مع روما لم تكلل بالنجاح بحصيلة لم تتجاوز سبعة أهداف في 37 مباراة، ثم إعارة إلى ميلان لموسم واحد ثم موسم آخر مع أياكس الهولندي، لتتوالى المسيرة بهذا التذبذب ويحصي اللاعب سبعة فرق خلال ثماني سنوات انتقلت فيها قيمته السوقية من عشرات ملايين اليوروهات إلى حدود المليون الواحد فقط.
اللاعب البالغ حاليا 29 عاما اختار الصيف الماضي خوض تحد جديد وانتقل إلى مونتريال أمباكت الكندي الذي ينافس بالدوري الأميركي بحثا عن فرصة أخيرة للعودة إلى الأضواء التي انحسرت سريعا عنه.