أن تظفر بخمس كرات ذهبية وتحقق خمسة ألقاب بدوري أبطال أوروبا وتسجل أكثر من سبعمئة هدف في مسيرتك، يعني أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وصل إلى مكان يصعب اللحاق به وأتعب كل اللاعبين الذين يريدون تحطيم أرقامه.
ولكن ما سر "الخلطة السحرية" التي أوصلت "الدون" إلى هذا المستوى؟
يعد رونالدو أحد أكثر اللاعبين بذلا للجهد وقضاء ساعات طويلة في التدريبات، ناهيك عن الإصرار والعزيمة اللذين يمتلكهما.
فبعد فوزه بكرته الذهبية الخامسة في 2017، قال رونالدو لمجلة "فرانس فوتبول" المختصة "أقاتل لأصبح الأفضل وأريد تحقيق الفوز دائما.. حافزي هو نفسه صباح كل يوم وهو أن أذهب للتمرين بالإصرار نفسه".
ويبرز حافزان مهمان يدفعان "صاروخ ماديرا" هما "شبقه لأن يكون الأفضل" و"أن تكون عائلته فخورة به".
فقائد منتخب البرتغال لا يكل ولا يمل من الحديث دائما عن أنه الأفضل ويريد البقاء هكذا، أما عائلته فهي تمثل كل شيء بالنسبة له.
فمنذ ولادة طفله "كريستيانو جونيور" عام 2010 وارتباطه بصديقته جورجينيا في 2017 بات أهدأ وغاب التسرع عن حياته.
ويكشف رونالدو نفسه أهمية العائلة بالنسبة له، فيقول لمجلة "توتو سبورت" في سبتمبر/أيلول 2018، "كان عليّ الانفصال عن عائلتي عندما كنت في 12 من عمري والعيش وحدي.. كان الموضوع صعبا جدا جدا.. كانت أسوأ تجربة مررت بها في حياتي، كنت محظوظا لأن والدي كان يزورني ليساعدني، عائلتي كانت أبرز أسباب نجاحي".
ورغم أن والده كان مدمنا على الكحول ورحل باكرا عن هذه الدنيا، فإن رونالدو كان يكرر دائما نصيحة والده له، ويضيف للصحيفة الإيطالية "فخور جدا عندما أتكلم عنه لأنه علمني الكثير، أذكر في أحد الأيام عندما كنت عائدا من التمرين قلت له في المستقبل، سيكون لدينا منزل كبير وسنصبح أثرياء، وكان رده: هذا مستحيل".
وختم "اليوم لدي كل شيء وعدته به ولكنه غير موجود ليرى كل هذا".
وعن ما يجعله سعيدا في الحياة كشف رونالدو في أحد مؤتمراته الصحفية، عن ذلك بأن "أحقق الفوز في المباريات وأسجل الأهداف وأعود لمنزلي وأرى أطفالي يهنئوني لتسجيل الأهداف ويكونوا فخورين بوالدهم".
وفي الخلاصة فإن "الخلطة السحرية" بسيطة ومؤثرة في آن، العمل بجهد والتدريب بجد والاستقرار العائلي هي من ساعدته وأسهمت بشكل فعال في أن يكون بهذا المستوى لـ15 عاما.