تنتظر عشاق المستديرة الساحرة مطلع الشهر المقبل قمة كروية من العيار الثقيل في نصف نهائي دوري الأبطال بين برشلونة وليفربول، الفريقين اللذين يملكان حظوظا متساوية في العبور إلى النهائي والفوز باللقب. ولكن هناك عوامل قد ترجح كفة "الريدز" الذي يقدم مستويات استثنائية محليا وأوروبيا تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب.
فليفربول يخوض غمار دوري إنجليزي تنافسي لن يحسم هوية الفائز بلقبه حتى الثواني الأخيرة من المباراة الختامية للمسابقة، في حين يختبر برشلونة موسما سهلا نسبيا في الليغا مع تراجع مستويي قطبي مدريد، الريال وأتلتيكو.
ولم يواجه البرسا هذا الموسم إلا اختبارا واحدا صعبا في دوري الأبطال تمثل في مواجهة مانشستر يونايتد في ربع نهائي دوري الأبطال، التي فاز بها رفقاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي برباعية نظيفة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
ولكن الفريق الكتالوني ومدربه إرنستو فالفيردي يعلمان أن مواجهة "الريدز" مختلفة كليا عن لقاء "المانيو" الذي يعاني هذا الموسم من تذبذب المستوى.
ورغم أن المباراة يصعب التنبؤ بنتائجها فإن هناك ثلاثة عوامل قد تحسم المباراة لصالح رفقاء النجم المصري محمد صلاح:
- أداء باهت: في مواجهتي مانشستر يونايتد ذهابا وإيابا، لم يظهر برشلونة بأفضل صورة له فوق المستطيل الأخضر، فالنادي الكتالوني يعاني من مشاكل جدية في الدفاع مع تراجع مستوى قلب الدفاع الفرنسي كليمنت لانغلي في الأسابيع الأخيرة، على عكس جيرارد بيكيه الذي يقدم مستويات مميزة ولكنه بات بطيئا مع تقدمه في السن. وحتى خط وسط برشلونة عانى في عدة مباريات بالليغا والمسابقة القارية الأم.
في المقابل، يمتلك ليفربول حاليا أفضل اللاعبين بداية من حارس المرمى والدفاع وخط الوسط والثلاثي الرهيب في خط الهجوم.
ويبقى ميسي النقطة المضيئة في تشكيلة برشلونة التي تتوهج مع الوقت، ويقدم أفضل مستوياته منذ سنوات طويلة، وإذا نجح أبناء كلوب في إيقاف "البولغا" فإن فرصتهم في إقصاء برشلونة كبيرة.
- تطور "الريدز": رغم أن ليفربول لم يفز بأي لقب تحت قيادة كلوب، فإنه وصل إلى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي وخسر اللقب أمام ريال مدريد بعد إصابة صلاح في النهائي، وينافس بقوة على لقب البريميرليغ هذا الموسم ويعد من أقوى الفرق الأوروبية وأخطرها في الأشهر الـ24 الماضية.
ويشعر عشاق ليفربول -الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري المحلي هذا الموسم- أنهم أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق ثنائية البريميرليغ ودوري الأبطال. وتفوق الليفر في مشواره القاري هذا الموسم على فرق كبيرة مثل نابولي وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ.
وإذا استطاع ليفربول اللعب دون ضغوط، فإن برشلونة بقيادة أيقونته ميسي سيعاني أمامه.
فان ديك: أفضل مدافع في العالم هذا الموسم، ويقدم مستويات مميزة، وأحد المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في البريميرليغ. فقائد منتخب هولندا سيكون سدا منيعا أمام هجمات ميسي وسواريز ونجوم البرسا الذين سيقدمون جهدا مضاعفا لاختراق دفاع بقيادته.
وإذا كان فان ديك يريد أن يثبت أحقيته بلقب "أفضل مدافع في العالم"، فعليه أن يوقف "أفضل مهاجمي العالم".
وإضافة إلى ثباته الدفاعي، فإن فان ديك لاعب هداف يستخدم طوله الفارع لتسديد رأسيات لا تصد ولا ترد، كان آخرها الأربعاء في مرمى بورتو ضمن إياب ربع نهائي دوري الأبطال.