[ إندبندنت: البرازيل والأرجنتين لعبتا مباراة ودية بجدة الشهر الماضي لبث صور نيمار وزملائه وهم يلعبون على ملعب بالسعودية ]
نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا عن الكيفية التي تستخدم بها السعودية الرياضة لتحسين صورتها التي وصفها المقال بأنها قمعية ومتوحشة، قائلا إن الرياض وخلال العامين الماضيين سعت بقوة لتوظيف الرياضة، لكن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي برز عقبة كأداء في وجه هذا المسعى.
وأوضح مقال بالصحيفة للكاتب جوناثان ليو أن الرياضة ظلت وسيلة للسياسة الخارجية منذ الملك هنري الثامن وفرانسيس الأول في 1520، لكن في هذا العصر الذي تفوح فيه رائحة المال النتنة في كل مكان إلى الحد الذي يستحيل فيه تفادي هذه الرائحة، فإن قول الحقيقية يصبح واجبا لا يعلو عليه شيء آخر.
واستعرض الكاتب ما سماها جرائم حرب التي ترتكبها السعودية ضد جيرانها في اليمن وتسببها في مآس هناك وُصفت بأنها الأشد إيلاما في العالم حاليا، كما استعرض انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج، وكذلك البرامج والفعاليات الرياضية العالمية التي تنفذها السعودية في موازاة تلك السياسة الوحشية.
تراجع مهم
وأشار المقال إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده الرياضيان نوفاك دايوكوفيتش ورافال نادال في باريس مؤخرا ليعلنا عن تراجعهما عن قرارهما المشاركة في مباراة استعراضية في جدة الشهر المقبل، في وجه دعوات لإعادة النظر في قرارهما عقب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال إنه وقبل أسابيع عدة لعبت البرازيل والأرجنتين مباراة ودية في جدة لا أهمية لها غير الأموال التي تجنيها اتحادات كرة القدم في البلدين، وبث صور نيمار وباولو ديبالا وفليبي كاوتينهو إلى المشاهدين على نطاق العالم وهم يلعبون على ملعب بالسعودية.
جمع عظام المعارضين
وذكر أن الرياض ربما تستضيف المنافسة الافتتاحية لسباق الفورمولا الجديد الشهر القادم، كما تستضيف في يناير/كانون الثاني المقبل فريقي يوفنتوس و"أي سي ميلان" الإيطاليين، اللذين زارا من قبل دولا عدة منها الصين وليبيا ولم يتبق لهما إلا كوريا الشمالية وجنوب السودان ليجمعا ما يكفي بعام من عظام المعارضين.
وقال إن للسعودية أنواعا عديدة من الاستثمارات، فهي -على سيبل المثال- شريك كبير في شركة أوبر وفي تويتر، كما أن هناك شخصا سعوديا يُدعى محمد أبو الجدايل يمتلك أسهما في الشركة الأم لهذه الصحيفة "إندبندنت"، لكن الرياضة، على وجه الخصوص، تلعب دورا مميزا، ليس لقدرتها على جذب السياح، ولكن لسهولة شد أنظار الناس على نطاق العالم ولسهولة شراء صمتهم.
تسويق عالمي
ومضى ليو يقول إنه في الوقت الذي تنهمك فيه مقاتلات السعودية في قصف اليمن وقتل المدنيين هناك، وفي الوقت الذي يطارد فيه النظام السعودي معارضيه ويعتقلهم دون محاكمات، تستعد "يوروبيان تور" لاستضافة أول مناسباتها في السعودية في يناير/كانون الثاني المقبل، مضيفا بسخرية "ارفعوا صوت الموسيقى حتى لا يسمع أحد الصراخ".
واختتم الكاتب مقاله بنص من حديث للراحل خاشقجي يقول فيه "الفشل في انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان يخلق بيئة تمكّن الحكام المستبدين من حرمان الشعوب من حقوقها المدنية".