نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تتويج لوكا مودريتش، الذي تألق خلال الموسم الماضي ولعب دورا بارزا في تفوق ريال مدريد واحتكاره لجميع الألقاب، بلقب أحسن لاعب في أوروبا. وتمكن الساحر الكرواتي بموجب ذلك من الإطاحة بزميله السابق كريستيانو رونالدو، وإزاحته عن العرش الأوروبي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21، إن الاحتفال الذي أقامته اليويفا في إمارة موناكو، مثل نهاية موسم مليء بالتتويجات والصدمات. وتبدو الفرق الأوروبية عاقدة العزم على كسر هيمنة ريال مدريد الذي توج لاعبوه المشاركون في النسخة السابقة من دوري أبطال أوروبا بجميع الجوائز الفردية للمسابقة، وهو ما عكس سطوة النادي الملكي على المسابقة الأوروبية خلال السنوات الثلاث الماضية.
واعتبرت الصحيفة أن حقبة تربع كريستيانو رونالدو على عرش الفريق الملكي تتجه نحو الزوال بالتزامن مع انتقاله إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، حيث اكتفى الدون بمشاهدة مجريات الاحتفال من مقر إقامته في مدينة تورينو. ومن جهته، استحق أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018، لوكا مودريتش، معانقة المجد الأوروبي وتحقيق لقبه الفردي الأبرز خلال مسيرته وكسر هيمنة الدون على الجائزة خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التتويج يمثل اعترافا بالأداء الذي يقدمه متوسط الميدان المتميز، الذي قدم الإضافة في هذا العصر الذهبي الذي عاشه ريال مدريد. ولم يقتصر تألق صاحب الرقم 10 على ناديه فقط، حيث لعب دورا بارزا مع المنتخب الكرواتي، الذي وصل إلى نهائي كأس العالم وقارع أكبر المنتخبات العالمية في طريقه نحو إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ كرواتيا.
وقالت الصحيفة أن جماهير الريال تشعر بالحماس في كل مرة تصل فيها الكرة إلى أقدام الساحر الكرواتي. ويبدو أن تألق مودريتش في الريال أسكت المشككين، الذين كانوا قد وصفوا انتداب هذا اللاعب في 2012 بالخطأ الفادح، وكان الكثيرون حينها يسخرون من حجمه وتسريحة شعره. والآن بعد ست سنوات، رفع ابن مدينة زادار أربعة ألقاب أوروبية، ليسكت من سخروا منه.
واعتبرت الصحيفة أن التتويجات التي حصل عليها الريال في حفل اليويفا يوم الخميس، تعتبر انعكاسا لهيمنة الفريق الملكي على الكرة الحديثة، تحت رئاسة فلورنتينو بيريز. حيث رفع الريال ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا على التوالي، ليبتعد عن أقرب منافسيه، ويفرض نفسه ملكاً لأوروبا وأكثرها أنديتها تتويجاً بالألقاب المرموقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب حمل القميص الأبيض منذ الأسطورة دي ستيفانو، قرر خوض تجربة جديدة بعد 9 سنوات قضاها داخل القلعة البيضاء. وغادر النجم البرتغالي أسوار البرنابيو متجها للدوري الإيطالي، ليخسر بذلك كل الدعم الجماهيري والإعلامي الذي كان يتلقاه من طرف جماهير ريال مدريد في إسبانيا والعالم.
وأكدت الصحيفة أن مغادرة رونالدو تركت فراغا داخل الفريق، ولكن مودريتش وزملائه سرعان ما تمكنوا من ملء هذا الفراغ. واعتبر أحباء الكرة أن منح جائزة أفضل لاعب في العام لمودريتش يمثل تحذيرا من الصعوبات التي سيواجهها كريستيانو في حصد الألقاب وخطف الأضواء مجددا، بعيدا عن فريق العاصمة الإسبانية.
وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كان غياب كريستيانو رونالدو عن حفل توزيع الجوائز، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يأتي على خلفية عدم رغبته في مشاهدة مودريتش وهو يحصد كل تلك التتويجات على حسابه. وأمست علاقة رونالدو بزملائه السابقين في ريال مدريد فاترة بعض الشيء، وهو ما دفعه لتجنب لم الشمل مع سائر النجوم المتوجين بالجوائز الفردية التي تم تقديمها خلال الحفل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبدأ الذي تسعى إدارة النادي لفرضه وتأكيده هو أنه لا يوجد أي لاعب فوق النادي، ولا أحد أكثر أهمية من المجموعة. فضلا عن الإشادة بالجو العام داخل الفريق الملكي والقول إن الأجواء داخل غرفة الملابس باتت تشبه العائلة، وهو ما دأب بعض اللاعبون مثل سيرخيو راموس على تكراره في أكثر من مناسبة.
وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن نجوم ريال مدريد، الذين صنعوا الفرجة والمجد في ملعب سانتياغو بيرنابيو، بدأوا يتحركون بثبات وسرعة تحت قيادة الكرواتي الساحر لوكا مودريتش. ونال مودريتش نصيب الأسد من الجوائز الفردية في الحفل الذي نظمته اليويفا بالأمس، لكنه يضع نصب أعينه الظفر بجائزة الكرة الذهبية، والتي يرى الكثيرون أنه بات أقرب من أي وقت مضى للتتويج بها.