كيف تستعد قطر لاستضافة كأس العالم 2022؟
- عربي21 الإثنين, 07 مايو, 2018 - 10:47 مساءً
كيف تستعد قطر لاستضافة كأس العالم 2022؟

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ اختيارها لاستضافة هذه التظاهرة الكروية، تعمل قطر على تكوين منتخب وطني قادر على مقارعة أكبر المنتخبات في العالم، وعلى توفير الظروف الملائمة لضيوفها، وذلك في محاولة لإقناع الفيفا بمدى جدارتها باستضافة كأس العالم لسنة 2022.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر تمثل شبه جزيرة في قلب الصحراء تبلغ مساحتها 11.500 كيلومترا مربع، وتحدها المملكة العربية السعودية. ولعل ما يميز هذه الإمارة هو أنها تضم مليوني عامل أجنبي يعملون بجد ويتمتعون بجودة حياة منقطعة النظير.
 
ونوهت الصحيفة إلى أن هذه الإمارة أصبحت، منذ سنوات، تظهر في ثوب القوة العالمية المتميزة، حيث أنها مستمرة في بعث المزيد من الاستثمارات في العديد من الدول الغربية على غرار فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وتتمثل هذه الاستثمارات خاصة في النزل الفاخرة من فئة خمسة نجوم والمجمعات الصناعية المختصة في مختلف المجالات، علاوة على نوادي كرة القدم، مثل نادي باريس سان جيرمان.
 
وأضافت الصحيفة أنه منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم 2022، وضعت الحكومة القطرية إستراتيجية شاملة تهدف إلى تكوين منتخب وطني من الدرجة الأولى قادر على مقارعة أكبر المنتخبات. ولتحقيق هذا الهدف، رصدت قطر ملايين الدولارات لاصطياد ما أمكن من المواهب البارزة في جميع القارات. وقد توجه القطريون إلى بلجيكا لشراء نادي أوبين، حيث يتم اختيار المواهب الشابة وتكوينها في مقر هذا النادي. وفي وقت لاحق، يتم دعوة اللاعبين الموهوبين لتطعيم المنتخب القطري كي يكون جاهزا لخوض غمار كأس العالم 2022.
 
وبينت الصحيفة على صعيد آخر، أن القطريين والسعوديين يتشاركون في عدة نقاط خاصة وأنهم يتبعون المنهج الوهابي، حيث أن النساء القطريات ترتدين العباءة تماما مثل النساء السعوديات. ويصدر القضاء القطري أحكام إعدام بقطع الرأس في حق المجرمين، كما هو الحال في السعودية. ولعل الأمر المثير للاستغراب هو تنفيذ هذه الأحكام أمام العامة، بما في ذلك السياح. وخلافا للسعودية، تسعى قطر جاهدة لإلغاء هذه الأحكام الجائرة.
 
وأوردت الصحيفة أن العلاقات التجارية تجمع بين قطر وإسرائيل، منذ عقود. وعلى الرغم من أن العلاقة بين الطرفين تبدو في الوقت الراهن متوترة، إلا أن المعاملات بينهما ظلت سرية كما هو الحال بالنسبة للعديد من الدول العربية. تجدر الإشارة إلى أن قطر مالت نحو إيران، لتؤكد أنها لا تلقي بالا للمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة أيضا، التي تعتبر جزءا من تحالف عسكري إقليمي بقيادة السعودية، يعمل حاليا على إبادة اليمنيين. وتضم الإمارات أكبر حضور عسكري أميركي في الشرق الأوسط.
 
في الأثناء، لا يبدو أنه من الضروري التوجس خيفة من هذه التناقضات في قطر، إذ أنها تضم ثقافات متعددة، كما أن هذه الدولة الصحراوية الصغيرة تعد حيوية بصورة مبهرة.
 
وأفادت الصحيفة أن قطر لم تدخر أي مجهود لاستضافة هذا العرس الكروي، حيث كرست كل مواردها استعدادا لهذا الحدث. تجدر الإشارة إلى أن الإمارة لا تتمتع بفائض من النفط الخام فحسب، بل وتحتفظ تحت رمالها الصفراء بكميات هائلة من الغاز الطبيعي، التي ستدر عليها كما هائلا من الاستثمارات والدولارات، وهو ما سيجعل أنظار العالم تتجه نحوها.
 
وأوضحت الصحيفة أن القطريين يعملون على كسب ودّ الفيفا وتحقيق مطالبها، كلما أمكنها ذلك، حيث أبدت البلاد المحافظة تفهمها لشرط الفيفا المتعلق بشرب الخمر، ولكن بصورة معقولة. ومن الواضح أن الجماهير، التي ستتجه إلى قطر لمشاهدة كأس العالم، سيسمح لها بشرب الخمر، وذلك بسبب الطقس الصحراوي للبلاد، الذي سيترتب عنه شعورهم الدائم بالعطش. علاوة على ذلك، اتفقت الحكومة القطرية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم على إنشاء مناطق تقدم المشروبات الكحولية للجماهير مجانا.
 
وأوردت الصحيفة أن القائمين على تنظيم الفعاليات المسائية والليلية بصدد التفاوض مع مالكي الفنادق والإقامات التي سيقطنها الجماهير خلال احتضان قطر لكأس العالم، حول إمكانية اصطحاب الرجال للنساء بصورة عادية دون مضايقات. ويبدو أن الفيفا أرسل مجموعة من موظفيها الفاسدين للتفاوض حول هذا الأمر، لمحاولة امتصاص غضب المسؤولين القطريين بأية طريقة.
 
وتطرقت الصحيفة إلى الدراسة، التي أجراها عالم الاجتماع، غلين ياغر، والتي وثقها بالمصادر حول الفساد الذي يعصف بأهم المجالات على مستوى العالم، وهي رياضة كرة القدم. وفي هذه الدراسة، سلط ياغر الضوء على قضية مثيرة وجديرة بالاهتمام، حيث طرح تساؤلا حول ما إذا كان من المفترض أن يتحول الفيفا إلى إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، على غرار اليونسكو، وبالتالي، تخضع لرقابة دولية.


التعليقات