[ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ]
تراقب الفيفا، وهي الهيئة المنظمة لكرة القدم في العالم، التدخلات السياسية الجلية للسعودية والإمارات في كرة القدم على مدار الأشهر القليلة الماضية من كثب، وقد تجتمع بكلا البلدين قريباً عقب اجتماعاتٍ مماثلة طلبت عقدها مع بيرو وإسبانيا مؤخراً، وفق ما ذكره موقع AS الإسباني الرياضي.
وفي حالة السعودية، قد تكون نتيجة التدخلات مدمِّرة في حال ثبوتها، وقد تُضِرُّ بمشاركة السعوديين في كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا.
تشعر الفيفا بالقلق إزاء استغلال السعودية والإمارات كرة القدم سياسياً مؤخراً ضد قطر، التي ستستضيف كأس العالم في بطولة 2022، منذ أن بدأت الدولتان حصارَهما قطر في يونيو/حزيران 2017.
رسائل عدوانية
وفي أثناء كأس الخليج العربي، في ديسمبر/كانون الأول 2017، والتي وافقت الفرق الـ8 على المشاركة فيها بعدما عرضت قطر على الكويت فرصة استضافتها بدلاً منها، في اعتراف بجهود الوساطة الكويتية في النزاع- عرضت القنوات الفضائية الحكومية وتلك المدعومة من الحكومة السعودية مكافآتٍ مالية كبيرة على لاعبي المنتخب الوطني البحريني في حال تمكنوا من "هزيمة الإرهابيين".
واستقبل كلٌ من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والفيفا بحزنٍ، بث وسائل الإعلام رسائل عدوانية ضد اللاعبين والفريق القطريين؛ إذ يتبنى الاتحادان سياسية عدم تسامح مع أي خطاب من شأنه أن يؤدي إلى العنف.
وتمثلت وقائع حديثة أخرى من استغلال كرة القدم سياسياً، في رفض فريقي السعودية والإمارات اللعب بقطر، أو استقبال الأندية القطرية على أراضيهما في أثناء بطولة دوري أبطال آسيا، والتي بدأ موسمها في 2018 مؤخراً، وهو ما يجب على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تصحيحه سريعاً؛ إذ حذر الدولتين من فرض عقوباتٍ قاسية عليهما في حال عدم التزامها بقواعد وقوانين المسابقة.
تراجع السعودية والإمارات
وتراجعت الدولتان وأذعنتا مؤخراً للتحذيرات، إلا أنَّ نادي الغرافة القطري، حيثُ يحترف اللاعب الهولندي المخضرم ويسلي شنايدر، اختبر الأوضاع الراهنة عندما سافر الأسبوع الماضي لخوض مباراته الأولى في أبوظبي ضد نادي الجزيرة، المملوك للشيخ منصور بن زايد، الذي هو بدوره مالك فريق مانشستر سيتي الإنكليزي.
عانى نادي الغرافة تأخيراً لمدة 8 ساعاتٍ في مطار عُمان، الذي هبط به كمحطة توقف خلال رحلته إلى الإمارات (بسبب الحظر المفروض على الطائرات القادمة من الدوحة). وأرجعت الهيئة العامة للطيران المدني في أبوظبي تأخُّر الطائرة إلى الضباب الكثيف.
ولم يُقنع ذلك المبرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي اكتشف أنَّ عدة رحلات قادمة من وجهات أخرى كانت تهبط في الوقت المحدد لها دون أي صعوبات.
ولا تريد الفيفا مزيداً من تلك الوقائع أو حالات استغلال كرة القدم سياسياً، ويفكر الاتحاد، جنباً إلى جنب مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في التدخل.