خطت النساء السعوديات خطوات كبيرة في عالم الرياضة، وبتن يتسلقن أعلى الجبال ويسبحن أطول الأنهار، يظهرن التصميم والموهبة والجهد والرغبة رغم العقبات التنظيمية.
وتعد الفنون القتالية على اختلاف أنواعها من كاراتيه وتايكواندو وكونغ فو ظاهرة إيجابية جديدة تشهد إقبالا من طرف الفتيات السعوديات، بالرغم من أنها كانت في وقت سابق بعيدة كل البعد عن أذهان الفتيات السعوديات كرياضة يمكن ممارستها وإتقانها والتفوق فيها.
فقد باتت المهتمات بهذه الأنشطة يبحثن عن المراكز الرياضية والنوادي التي تلبي رغباتهن بتعلم "الفنون القتالية".
رغبات
دوافع عديدة وراء إقبال الفتيات السعوديات على هذا النوع من الرياضات، فبعضهن يرى أن الدافع الأساسي لتعلمها هو الوعي لأهمية هذا النوع من الرياضات لأجل الدفاع عن النفس والشعور بالثقة بالدرجة الأولى.
وقد تمكنت فتيات سعوديات من الحصول على أحزمة متقدمة في لعبة الكاراتيه منها الحزام الأسود، وتمكنَ بذلك من اكتساب فنون قتالية ومهارات متعددة للدفاع عن النفس.
فاطمة خالد (19 سنة) تقول "حرصت على الالتحاق بالتدريب لأنني أرغب في تعلم وسائل الدفاع عن النفس، فكل فتاة معرضة لمواجهة أي حادث مفاجئ يتطلب منها الدفاع عن نفسها، وعليها أن تتقن ذلك".
وترى وجدان صالح (24 سنة) أن معرفة الطريقة الصحيحة للدفاع عن النفس هدفها الأساسي من التدريب حيث أصبحت تشعر بثقة أكثر بنفسها، كما أنها لم تعد تخشى التعرض للسرقة خلال تجولها في الأسواق أثناء سفرها وتنقلاتها بين عدة دول.
وتؤيد ذلك فريال صالح (20 سنة) حيث تؤكد أن هذه الرياضة تزيد من لياقة الجسم، وفيها صحة للبدن.
ووفق رأي فريال فإنه يجب على كل فتاة أن تتعلم هذه المهارات اللازمة لتدافع عن نفسها، وتشعر بالثقة في قدراتها الدفاعية والقتالية.
وأكدت عدد من المختصات تنامي نسبة الفتيات الراغبات في ممارسة رياضات الدفاع عن النفس كـ الكاراتيه والتايكواندو.
وأوضحن أن المتدربات يؤمنّ بأنَّ لرياضات الدفاع عن النفس آثارا إيجابية يشعرن بها على الصعيدين النفسي والجسدي.
وأضفن أنَّ دوافع الفتيات تتباين حيث إنَّ هناك من تحرص على ممارستها من أجل الحصول على قوام قوي ومتناسق، وهناك من يمارسنها لدوافع نفسية، بينما هناك من تُزودهنَّ بالنشاط البدني والحيوية اللازمة، ومواجهة من يتحرش بهن بالقوة.
ضرورة قصوى
وتوضح مرح جمال (مدربة رياضية) أنّ الرياضة طاقة إيجابية تنعكس على ممارسيها فعلياغرد النص عبر تويتر بعد فترة قصيرة من التدريب، خاصة رياضات الدفاع عن النفس.
وأضافت أن هذا النوع من الرياضات يمنح الفتيات ثقة بالنفس، ويُكسبهن المهارات الدفاعية اللازمة عند الضرورة، كما أنه يجعلهن يتمتعنَ بقوة الشخصية، وذلك لأن المتدربات يعملن على تقوية عضلاتهن وشخصيتهن معا.
وبينت مرح جمال أنّ البعض من الفتيات هدفهن من تعلم التايكواندو الدفاع عن أنفسهن في حال تعرضهن لأي اعتداء.
وعلى الرغم من وجود العديد من برامج اللياقة والحصص الرياضية، تذكر ريما التركي (لاعبة تايكواندو ومدربة رياضة) أن رياضة التايكواندو رياضة عنيفة، إلا أنها تعلم ضبط النفس والتركيز وسرعة الاستجابة.
وأشارت ريما التركي إلى أن هذه الرياضة الأكثر استخداما لأدوات الوقاية الآمنة للرأس وأجزاء الجسم المختلفة.
ولفتت إلى أن هذه الفنون تعد رياضة فكرية جسمانية تعطي الحماس والدافعية للحفاظ على المستوى والانتقال للمستويات الأعلى.
ودعت لفتح قنوات للتواصل بين المدربات مع الاتحاد السعودي للتايكواندو لضمان الممارسة الآمنة والمقننة لهذه الرياضة تحديدا، والرياضات الأخرى.
وتشهد هذه الرياضة إقبالا من السعوديات، حيث تقول ريم الشيخ (مديرة أحد النوادي بالخبر شرقي السعودية) إنها تتلقى العديد من الاتصالات للراغبات في الالتحاق في الصفوف التدريبية لكافة الرياضات القتالية، والبعض منهن يحرص على التدريبات الشخصية مع المدربة في حصص خاصة.
وتتحدث مها سمان (مختصة في التنمية البشرية وتطوير الذات) عن تعدد أسباب انخراط السيدات في الالتحاق برياضات الدفاع عن النفس، ومنها زيادة الثقة بالنفس، وتفريغ الضغوط واللياقة الجسدية والشعور بالقوة وتعلم الدفاع عن النفس كنوع من الاستعداد المبكر للدفاع عن النفس، وربما هناك أسباب أخرى تتعلق بخوض تجربة عنف سابقة.
وتعتبر أن لهذه الفنون آثارا إيجابية لا تقتصر على النواحي الجسدية فحسب بل تتعداها إلى العديد من الآثار النفسية والمعنوية.