للمرة الثالثة تجتمع الدول الأربع لمناقشة "الازمة" اليمنية بحضور المبعوث الاممي الى اليمن ثم نسمع " جعجعة ولا نرى طحنا" . يسبق الاجتماعات صخب هائل يخيل إليك من شدته ان اليمن أضحت في بؤرة الاهتمام الدولي من هول ما خلفته الحرب من كوارث والام وضحايا ودمار ، ثم ينعقد الاجتماع ليناقش الوضع في اليمن والعقول مشغولة بالموصل وحلب والعلاقة مع روسيا ...الخ ويترك امر اليمن لتصريحات خاصة يطلقها الكبار ولبيانات تصاغ بمفردات فيها من " الحياء" ما لو وزع على الكون لشبع حياءً .
صحيح ان البيان الأخير كرر ما قاله المجتمع الدولي مراراً وتكراراً بشأن الحل وومرجعيات وقف الحرب والعودة للعملية السلمية واضاف عدم الاعتراف بالخطوات الاحادية غير ان اللغة التي عرض بها البيان جاءت من الضعف حيث بدا وكأنه يتحرك خارج الحل المطلوب لانهاء هذه الحرب حتى بصيغته التوفيقية التي عرضتها هذه الاجتماعات من سابق وما بلوره المبعوث الاممي في نهاية مشاورات الكويت ورفض وفد الحوثي وصالح التوقيع عليه .
لم تعد الحرب في اليمن تحتاج الى مثل هذا الحياء : هناك حرب يجب ان تتوقف وهناك مرجعيات متفق عليها للوصول الى ذلك وهناك لغة للتعبير عن ذلك لا بد ان تعكس بوضوح إرادة دولية جادة . هناك من يقهقه طربا لهذا "الحياء " بعد ان اغرتهم تطورات الاحداث المؤلمة التي ترافق الحرب الطويلة بمواصلة الرهان على الوقت طالما ان الضغط على وقف الحرب لا يقابله ضغط مقابل لانهاء الانقلاب الذي يعد سبب الحرب .