نجج الربيع العربي في احداث تغيير سياسي بالتغلب على الديكتاتوريات السياسية والاطاحة برؤس الانظمة مع بقاء ذات الانظمة بشبكة علاقاتها ومصالحها المتشابكة..
لكن الربيع العربي الذي كان عنوانه الشباب وحامله السياسي الحركات الوطنية والقوى الاسلامية اخفق في احراز تغيير شامل في المجتمع بل ان التغيير السياسي كان جزئيا تم محاصرته من قبل الثورات المضادة ولا يزال الصراع ممتدا يتشكل بطابع العنف..
.
لماذا لم ينجح التغيير بشكل كامل؟
الحامل السياسي لثورات الربيع العربي (قوى وطنية ونقابات واحزاب وجماعات اسلامية) على نبل مقاصدها وعدالة مطالبها الا انها لم تمارس التغيير داخل اطرها الداخلية ومؤسساتها لتصبح ثقافة التغيير ثقافة مجتمعية شاملة تدافع عنها المجتمعات ولا تسمح بتجاوزها...
تحولت مطالب الربيع العربي بالتغيير نحو الحاكم والسلطات الحاكمة فقط وظل المجتمع وبقية القوى والحركات الاجتماعية والسياسية ترى التغيير بعين واحدة فيما يخص السلطات الحاكمة ( تغيير سياسي ) وتم القفز والتغاضي عن تحويل التغيير الى ثقافة اجتماعية تبدء من سلوك وممارسة من يطالبون بالتغيير انفسهم
بل ان اقتصار مطالب التغيير السياسي ضد السلطات الديكتاتورية فقط قد حصن المجتمع وقواه السياسيه المطالبه بالتغيير ..حصنها ذاتها من اي تغيير او تحويل التغيير الى ثقافة مجتمع باعتبار التغيير مطلوب على سبيل الحصر من السلطات والقوى الحاكمة
ذلك لا ينفي ان هذه السلطات جسدت اسوء ما في مجتمعاتنا وليست بالطبع لا تشبه بعض مالدينا...
* من صفحة الكاتب على فيس بك