الحركة الحوثية في اليمن التي أطلقت على نفسها إسم “أنصار الله” في تناغم واضح مع إسم الذراع الإيراني في لبنان ممثلا في “حزب الله” خير عون للنظام الإيراني في عملية بحثه عن موطيء قدم على الساحة اليمنية، بل بحثه أيضا أداة تشاغب المملكة العربية السعودية، خصوصا وأن الحوثيين لديهم تجربة سابقة في محاولة التعدي على المملكة العربية السعودية عام 2009 فنرى كيفية تغلغل النفوذ الإيراني حيث انه لا تستطيع أي دولة أجنبية أن تنفذ إلى دولة أخرى فتخلق لنفسها فيها قاعدة ونفوذا وأعوانا الا إذا كانت الأخيرة في وضع سياسي مضطرب وتسودها المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المؤدية إلى حالة من الفراغ الممكن استغلاله من قبل القوى الأجنبية الطامعة تحت شعار “ملء الفراغ”.
والحقيقة أن ما جعل اليمن بيئة نموذجية لتدخلات النظام الإيراني ليس الفقر والبطالة وفساد الطبقة الحاكمة فحسب، وإنما أيضا غياب دولة مركزية قوية.
التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وشقيقاتها الخليجيات وبعض الدول العربية والإسلامية الذي أطلق في فجر يوم 26 مارس 2015 عمليات “عاصفة الحزم” لاستعادة الشرعية في اليمن كانت مفاجأة غير سارة للإيرانيين، ووجهت صفعة قوية لأحلامهم التوسعية، خصوصا بعدما نجحت في تحقيق انتصارات مشهودة على الأرض بفضل تأييد المقاومة الشعبية وأنصار الشرعية فهناك أسباب جعلت الرياض تتحرك لنجدة الشرعية .
بقي أن أقول أن التحالف العربي لتحرير اليمن من الحوثيين والإيرانيين يعد عملا غير مسبوق في التاريخ العربي المعاصر، كما يمكن وصفه بتأسيس مرحلة جديدة في سياسات دول مجلس التعاون غير قائمة كما في السابق على الاستنكار والمهادنة والسكوت، وإنما قائمة على المبادرة والحسم عبر العمل العسكري السريع من أجل تحقيق الأمن القومي العربي، وإعادة موازين القوة في المنطقة لصالح العرب من بعد الخلل الذي أصابها بخروج العراق من المعادلة ،
حتى طريقة التحالف في تحرير اليمن يمشي بخطى ثابتة غير متعجلة فهو يريد ضرب معاقل الحوثيين والإنقلابيين بدقة كي لايتأثر السكان والمدنيين والمنشأت القيمة والتحرير من داخل الأراضي عن طريق المقاومة الشعبية اليمنية التي حققت نجاحا باهرا لذلك تجد الحوثي بدأ بالمحاولأت الإنتحارية والتعدي على حدود المملكة العربية السعودية لانه علم أن نهايته ونهاية حزبه اقتربت وتم التعامل معها بكل حزم وعزم .
* صحيفة برق السعودية