عاد أحفاد أبرهة الحبشي في زمن غير زمن الفيل ليستهدفوا مكة المكرمة كما فعل اتباع أبرهة خرجوا من صنعاء ليهدموا بيت الله الحرام فأرسل لهم الله الطير الأبابيل ترميمهم بحجارة من سجيل، وليعلموا أن الله تعالى سلم بيته الحرام لرجال عاهدوا بخدمة بيته وضيوفه الحجيج القادمين إليه من كل حدب وصوب يقومون بحماية الأرض المقدسة .
لو استطلعت للأعمال الأرهابية في السنوات الاخيرة لن تجد عمل اكثر دناءة من فكرة استهداف الإرهابي الحوثي لمكة .
لكن يتبين لنا أن القناع الحوثي بالوجه الإيراني قد استهدف مكة بالصواريخ، فإنها لم تتوقف عن استهدافها يوماً منذ نشوب ثورة الخميني بأساليب عد منها إثارة الشغب وحشد التظاهرات في مواسم الحج، وتحويل الشعيرة الإسلامية إلى صراع وإضفاء أجواء من التوتر والكراهية في وقت ينبغي أن يكون كل عمل خالصاً لوجه الله جلّ وعلا، ومجرداً عن كل هوى .
لسنا أمام حدث منفصل إذن، وإطلاق الصاروخ على مكة من صعدة، معقل الحوثيين، شيء متوقع من جانب الحوثيين ومن يحركونهم وهذا الخيار الأعمى هو ما سيطر على الحوثيين ومَنْ خلفهم لدى إقدامهم على استهداف مكة المكرمة بالصواريخ .
يأسهم قد يكون تفسير إقدام إيران، بتوقيع حوثي شكلي، على خطوة بخطورة ضرب مكة المكرمة والإجراءات التي نفذتها قوات التحالف العربي تنفيذاً للقرارات الدولية حدَّت كثيراً من قدرة الحوثيين على تنفيذ ما خططوا له، وحصرتهم في مساحة من الأرض تتضاءل كل يوم مع ما تحرزه قوات الشرعية من انتصارات .
تعاني إيران الآن فشل ما خططت له في اليمن، وتهاوي الميليشيا التي اعتمدت عليها وتهاوي أحلام الامبراطورية المزعومة وهو ما جعلهم يُقدمون على اتخاذ قرار بخطورة استهداف مكة المكرمة بالصواريخ، غير واعين أن مثل هذه الجريمة هي بمثابة بداية النهاية لهم .