نعم لعاصفة الحزم
الاربعاء, 10 أغسطس, 2016 - 07:51 مساءً

كل قصف ينفذه الجيش الوطني أو المقاومة أو القوات العربية ويتسبب في سقوط مدنيين فهو مدان إدانة تستدعي تحقيقاً وعقاباً وتعويضاً..
 
المشاهد المأساوية على هذه الصورة هي واحدة من لعنات الحرب، ولا شيء جيد في الحرب سوى انتهائها.
 
كل الأجراس التي قرعناها لم تلق أذناً لدى عبد الملك الحوثي، فخرج يقول بغرور أسطوري: سنتحرك وليغضب من يغضب.
 
ثم بشر عصاباته بالفتح المؤزر.
 
لا تزال القصة اليمنية السوداء حية وفاعلة في أغلب تجلياتها، ولا تزال فصولها رطبة وأوراقها لزجة.
 
ففي حين يصعد النداء من صنعاء مطالباً بإيقاف عاصفة الحزم، يأتي خطاب آخر من تعز، مغرق في التشاؤم والحدة، قائلاً إن عاصفة الحزم ليست شديدة كما ينبغي أن تكون.
 
ليس لدينا، نحن الضحايا على الجانب الآخر ، من شيء نقدمه. غاية ما بمقدورنا فعله أن ندين أخطاءنا، وأخطاء الذين يقاتلون إلى جوارنا. لأن البديل الذي يقدمه الحوثي لا يمكننا التعايش معه. فهو يريد تحييد العالم لكي ينال منا على طريقته. خلال الهدنة الأخيرة جعل من الوازعية في تعز أثراً بعد عين. أرضاً اختلطت أحجارها بقمصان أهلها.
 
ورأى العالم عشرات الآلاف يفرون في المنعطفات والجبال ويأتيهم دوي تفجير منازلهم من بعيد.
 
انهيار الدولة هو أم الخبائث، وهو باب الجحيم المطلق، وتلك صنيعة العصابات الطائفية المسلحة. لقد دفعوا الباب المهترئ فانهار كل شيء.
 
ليس لدينا الكثير مما بمقدورنا بذله سوى الإدانة. لقد كنا واضحين منذ البداية ونحن ندعو القوات الدولية إلى الوقوف بجوارنا، كما يفعل العراقيون والليبيون حالياً.
 
استجاب المجتمع الدولي لندائنا بقرار، وتلكأ عن التدخل العسكري، وتدخل بعض العرب.
 
كنا واضحين وسنحافظ على وضحونا وسنذكر به: نعم لعاصفة الحزم، فنحن مجتمع أخذ رهينة في مداهمة ليلية ولم يعد لدينا كثير خيارات.
 
فشل مثقفو العاصمة في اتهام مثقفي أبين والمكلا وعدن بالارتزاق. ومنحوا تلك التهمة كاملة لمثقفي الشمال.
 
ففي حين تشابه موقف حبيب سروري وجمال المليكي من التدخل العسكري لإيقاف القوات الحوثية،أو ما أطلق عليه حبيب سروري "العدوان على العدوان"، نال المليكي وحده صفة المرتزق والمعتدي. اللاوعي الانفصالي العام في صنعاء على كل الصعد تجاوز ما كنا نطلق عليه قبل الحرب زلات اللاوعي الفرويدية لدى مثقفي العاصمة، أولئك الذين نخر الإشعاع الهاشمي خلاياهم الضوئية.
 
في لاوعيهم الجماعي يبدو الشمال والشمالي عفشاً كاملاً خاصاً بمن يجلس على الجبل، لا يحق له انتخاب طريق بديل. وينظر إلى ما وراء برميل الشريجة بقدر من التفهم، كونها بلداً أخرى. هكذا هي تجليات اللاوعي. وفي التجليات تلك عجزوا عن اتخاذ موقف واضح من حرب التحالف في عدن، وكانوا واضحين كلياً في موقفهم من حرب التحالف في صنعاء.
 
كنا نسألهم بوضوح لا يقبل اللبس: أنتم تشاهدون ما يجري في الضالع وعدن، هل تتدخل القوات العربية لإيقاف مجازر الحوثي أم لا؟
 
وتبلبلت ألسنتهم.
 
قصف الحوثيون مخازن السلاح في جبل حديد، وسقط أكثر من 500 قتيل في ست ساعات.. بقيت مواقف أهل الجبل متبلبلة. لكنهم، كالعادة، باركوا لعدن انتصارها. أي ذلك النصر الذي شكلت مقاتلات التحالف عموده الفقري. هكذا دخلوا في سرداب من التناقضات المستعصية..
 
ليس لدينا ما يمكن أن نسوقه في هذه الحرب سوى أمرين: أن ندين أخطاءنا، ونعم أخطاء حلفائنا هي أخطاؤنا
 
ونطالب بطرد العصابات من مدننا وحياتنا كلياً بلا استثناءات. فلا يوجد شعب حر في أي مكان يقبل أن يكمل حياته في حقل من الفوضى.
 
وفي سبيل ذلك لا بد من كل الوسائل، وللتو خرجنا من حوار المائة يوم ولم نعثر على أمل..
 
هكذا نبدو فاقدي الحيلة أمام الكارثة الكبيرة، وليس من خيار في قبضة اليد سوى دفع العربة إلى الأمام، علنا نصل، وسنصل.

*نقلا عن صفحة الكاتب
 

التعليقات