لستم بحاجة لتحويل تركيا الى ساحة للمبارزة بين العاهات العربية المزمنة واليمنية ضمنها. كل ماتفعلونه هو تقديم مختصر بتصوركم الكريه للمنافسة السياسية وحتى الحرية.
تركيا لا تشبهكم. لا تشبه الإسلاميين ولا صلة لليسار والليبراليين والعلمانيين بصفة عامة بمسميات الساحة السياسية التركية.
قضينا عقودا نختبر مقولات الحرية والرأي الآخر والتداول السلمي للسلطة، فظهر الجميع مكشوفا من كل شيء باستثناء أحقاد راسخة وضغائن، ومواقف نكاية وانتقام، قادتنا جميعا الى لحظة إنكشاف مدمر من كل شيء سياسي وأخلاقي ووطني.
تحللت الدول، لمصلحة الطوائف والميليشيا وانتهينا الى مخيمات نزوح وساحات صراع اقليمي ودولي.
تركيا تشبه نفسها، تشق طريقها وتكافح جيدا بوعيها لمتطلبات الحضور الخلاق والتنافس بين الأمم رغم شراسة حرب الكبار على تطلع أي أمة للنهوض والاعتداد الوطني.
الأمة التركية لا شك ستواجه مآزق وتحديات، لكن الشعب الذي خرج للدفاع عن وجوده الخاص والعام وإجهاض الانقلاب، قادر بالمزيد من التعاضد الوطني على عبور كل هذه العوائق وتركها خلفه.
ثمة شيء وحيد يمكنكم الإفادة منه: المنافسة السياسية الشريفة، التعايش بين الجميع، والوقوف صفا واحدا عندما يتعلق الأمر بإرادة الشعوب ومستقبل الأوطان ووجودها الحضاري الفعال بين الامم.
ما دون ذلك فلتثيروا النقع والغبار، وحتما سيقول الشعب كلمته في وجه الجميع.
لتكن مناسبة للتعلم، وليس لاجترار عاهاتنا وانقساماتنا المريضة كتجلي لعصبيات بدائية أخرى رحلت شكليا الى الإيدلوجيات ولافتات السياسة لكنها حافظت على ذات المضمون التدميري للتعصب.
نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك