جعل قتلة داعش، الجدد منهم والقدامى، الصغار والكبار، وكلهم صغار، من العشر الأواخر من رمضان موسماً للتوحش.
يجب أن نربط الحوادث ببعضها، فنحن أمام جريمة واحدة، قتلة من القماشة نفسها، دماغ أسود يدير هؤلاء أو يستقبل طلبات التبرع بالجرائم، من معاتيه الأرض.
من هؤلاء، معتوه أورلاندو الأمريكية، عمر متين، الأمريكي من أصل أفغاني، الذي قتل بدم بارد، رواد حانة في أورلاندو، 19 رمضان، وقدم العملية هدية لداعش، وتبين طبعاً أن متين هذا عبارة عن {مشكلجي} طيلة حياته، وقرر أن يظهر إجرامه هذه المرة بثوب ديني.
بعدها بأيام وقعت جريمة مطار أتاتورك بإسطنبول، وحصد سفلة داعش العشرات من رواد المطار، من جنسيات مختلفة، منهم سيدة فلسطينية، وثلاثة رجال من السعودية.
ثم أعلنت الكويت عن القبض على خلية داعشية تستهدف مسجداً شيعياً ومقراً للداخلية، بعدما قبضت على أعضاء الخلية، ومنهم للأسف أم داعشية كويتية مجرمة، جلبت هي وابنها الداعشي من الرقة السورية.
ثم وقعت جريمة داعش الرهيبة بكرادة مريم في بغداد، وكانت حصيلة دموية مرعبة من المدنيين العراقيين. قتل وجرح فيها حوالي 389 بريئًا، وبسبب فداحة الجريمة، قدم وزير الداخلية العراقية، استقالته، وبادرت وزارة العدل العراقية بتنفيذ 5 أحكام إعدام بمتهمين دواعش، حسب كلام بغداد.
ثم {خاتمة} السوء بالسعودية، وفي يوم وليلة، استهدف قتلة داعش، القطيف من الشرق، إلى جدة غرباً، ثم للمسجد النبوي بالمدينة المنورة، مقلة عين المسلمين كلهم.
بتفجير المسجد النبوي، قتل الخبيث الداعشي 4 من رجال الأمن، وجرح آخرين.
في جدة فجر عبد الله قلزار خان (36 عاماً) وهو مقيم باكستاني (سائق) نفسه، بحزام ناسف قرب مستشفى فقيه والقنصلية الأمريكية.
الأكيد ان عمليات الكويت وبغداد بل حتى أورلاندو، مع عمليات السعودية الثلاث: القطيف وجدة والمدينة، تأتي كلها في سياق واحد.
السياق هو توتر داعش من الضربات التي توجه لها في سوريا والعراق، وتزايد التحالفات الدولية ضدهم، مع تذكر السعي الداعشي الخاص لضرب السعودية، التي هي حسب كلام صاحب كتاب (إدارة التوحش)، وهو إنجيل الدواعش، الهدف الأول المرغوب، للقتل من سائر (المرتدين والطواغيت).
هذا لا ينفي نقد حكومة بغداد والسياسة الأمريكية في تدبير المواجهة مع داعش، لكن هذا بحث آخر، سبق وسيأتي الحديث عنه.
ـ للأسف ـ ستظل معنا جرائم داعش، بعض الوقت، حتى تنقطع أسباب وجودها، وازدهارها، ومن {أعمق} هذه الأسباب ـ في العصر الحديث ـ لولادة داعش، وقبلها القاعدة، وقبلها الظواهري، وقبلهم كلهم تنظيم سيد قطب، هو العطب الفكري التربوي. هذه مسؤولية كل المسلمين، كلهم.
نقلا عن الشرق الاوسط