كيف سيكون سيناريو علاقة شطري اليمن في حال الانفصال او التشرذم لأكثر من كيان او بمعنى آخر كيف ستبدو السياسة الخارجية للدولة المفترضة في الجنوب او ربما الثلاث الدول في حال كانت القسمة على اكثر من شطرين.
كيف سيبدو المشهد للسياسة الخارجية لليمن في حال فرض الانفصال لدولتين او يمن مشرذم.
البعض يتناول كثيرا ممن كتبوا عن سيناريوهات مستقبل اليمن والوحدة اليمنية وتطلعات النخب المرتهنة فيما يسميه الانفصاليين فك الارتباط.
وبغض النظر عن الخلفية القانونية وتداخل الأجندات السياسية مع رؤية الاقليم وتدخله الفج في مصير اليمن هل يكون اتحادي او فدرالي او تشرذم اليمن لعدة كانتونات متناحرة، وفي أفضل الأحوال دولتين أو ثلاث لان اليمن اليوم عمليا أكثر من كيان في الشمال ثلاثة وفي الجنوب كيانين غير تطلعات غالبية أهل الجنوب في خيارات أخرى لا تتماهى مع ما يرمي إليه الانفصاليين.
لم يطرح كثيرون ضمن هذه السجالات مصير الكيانين في حل تحقق الانفصال فبعد السكرة ستاتي الصحوة وسوف نصحى على يمن متناحر والجميع يكره الجميع بعد ان فعل الاعلام فعله من شحن العواطف وتعميق الفجوة في مشاعر الشعب اليمني مع بعضه.
كان اليمن يمنين في السبعينيات والثمانينات ظرف دولي مكن الدولتين من الاستفادة من تناقضات المعسكرين الشرق والغربي في زمن ما عرف بالحرب الباردة، فكان الشمال يلقى دعماً من بلدان اوروبية وغربية بصوره عامة وفي نفس الوقت كانت دول الخليج تساند بعضها الشطرين مثل الكويت واخرى تدعم فقط ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية.
أما دولة الجنوب وقتها كانت تتلقى دعما من بلدان المعسكر الاشتراكي وعلى راسها الاتحاد السوفيتي وكانت بلدان أوروبا الشرقية تستقبل طلبة يمنيين من الشطرين وبعضها كان يفوق عدد الطلاب القادمين من جنوب اليمن أكثر في حين كان طلبة شمال اليمن في الخارج موزعين بين دول اشتراكية وغربية وعربية واسلامية وغيرها من بلدان العالم الثالث.
الان وبعد ثلث قرن من الوحدة اليمنية سيختلف الامر كليا على الكيان المفترض في الجنوب وهو الأمر نفسه لما يسمى بسلطة صنعاء سوا بمشاركة الحوثي او بدونه ستنعكس الاستقطابات الاقليمية عربية ودولية على علاقات صنعاء وعدن بالعالم الخارجي والتعاون الإقليمي.
قد يضم الكيان الانفصالي لمجلس التعاون نكاية بالحوثي وبأغلبية اليمنيين الذي يشكل سكان المحافظات الشمالية ثلاثة أرباع السكان.
سينظر الاقليم من العرب والعجم للنظام المفترض في صنعاء خاصة لو بقى دورا مؤثرا لميلشيا الحوثي نظره مختلفة صحيح وتكريس مقولة فرس مجوس وحتى لو الاعتراف المتبادل بين صنعاء والاقليم عربا او على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
وحتى لو تم الاعتراف المتبادل بين سلطة صنعاء المستقبلية وهذه الدول، لكن العلاقات ستكون بتحفظ محلي واقليمي ودولي بينما سيحظى الجنوب بأفضلية وذلك حسب رضاء دول مجلس التعاون على كل شطر.
الأهم سوف تزيد ميزانية الجيش لكلا الشطرين هذا اذا افترضنا سيناريو الدولتين وقد يكون ثلاث الى اربع دول فكل شي متوقع ومحتمل فدول الاقليم بعد ان فقد اليمن سيادته غدى مستقبله حسب أهواء جيرانه إن شأت دولة موحدة أو دولتين أو أكثر من كيان ضعيف ومرتهن.
ستذهب ثلث ميزانية الكيانات المصطنعة في ترتيبات عسكرية وأمنية كما كان الحال ما قبل عام 1990، والخلاصة لن ينحصر التخوفات من موقف الاقليم وربما العزلة لشطر دون آخر، والاشكال هي هذا الوضع هو بداية لحرب أهلية بين الشمال والجنوب، وبين الشمال والشمال، وكذلك حروب بينية بصوره مؤكده بين القوى الجنوبية في المحافظات المرتهنة للإقليم.
فالحرب لابد منها وفي كل الحالات لقد حبلت وستلد حتماً، فحرب تلد أخرى وهو المهر المؤجل للاستقرار الذي ستفرزه سنوات مستقبلية صعبه ربما اصعب واكثر خطورة مما جرى خلال سنوات الحرب.
الفارق بين السنوات القادمة بعد تفتيت اليمن والثمان سنوات ونصف من سيطرة الحوثيين الشيء المختلف أن الحرب ستكون بينية يمنية يمنية بعيدا عن مفردة "العدوان"، وقد يتدخل الاقليم بإسناد غير معلن لهذا الطرف أو ذاك وليس بالطريقة الفجة التي هي عليه اليوم.
*كاتب يمني وسفير في الخارجية