المتابع للسياسة السعودية منذ أن تسلم بن سلمان مقاليد الحكم في هذا البلد يجد نفسه في حيرة ولا يستطيع اي محلل سياسي او كاتب ان يخرج بنتيجة ومعرفة حقيقية لما يدور اليوم في هذا البلد فالسعودية دخلت اليمن واسست لما يسمى التحالف العربي واعلنت في البداية اهداف التحالف ومنها محاربة المد الفارسي في اليمن والدفاع عن الامن القومي لدول مجلس التعاون الخليجي واعادة الشرعية الدستورية اليمنية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الرئيس اليمني المنتخب عبر الصندوق وفي البداية كانت الغالبية العظمى من الشعب اليمني مع التحالف ومع الشعار الذي دخل تحته هذا التحالف وخرج شباب اليمن ورجالها وقبائلها يحاربوا جميعا في الصفوف الاولى والجميع لا يعلم بما يخفيه هذا التحالف.
كانت الحرب في البداية على أشدها راح ضحيتها الآلاف من ابناء اليمن ما بين قتيل وجريح ومفقود والغريب في الامر ان طيران هذا التحالف كان منذ البداية يحارب لصالح الحوثيين ولم يتنبه الشعب اليمني المسكين والمخدوع بهذا التحالف فقد كانت القبائل والجيش اليمني كلما اتقدموا وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر وحسم المعركة.
يأتي طيران هذا التحالف ويدمر الجيش والقبائل ويحرقهم في المكان الذي تقدموا اليه ليعود من بقي على قيد الحياة الى نقطة الصفر وهكذا مرارآ وتكرارا، وعندما انتقد الناس هذا التصرف الخبيث برر لنا التحالف ان هذه الضربات اتت عن طريق الخطأ ومررها اليمنيين ولكنها تكررت مرات ومرات عديدة، مما جعل الشعب اليمني يشعر انه وقع في فخ من يعتبرهم اشقاءه وجيرانه وان الحرب الدائرة في اليمن لها اهداف واجندة خبيثة وخطيرة وبعيدة وانها ليست ضد ايران ولا الحوثي بل انها مؤامرة خطيرة تستهدف تدمير البنى التحتية اليمنية وانهاء الجيش اليمني وتدميره بالمرة وتدمير كل أسلحته.
ومن ثم احتلال الجزر والممرات البحرية والدولية في اليمن والتوسع في الاراضي اليمنية وسلب ونهب خيرات اليمن من البترول والغاز والذهب والمعادن والثروة السمكية وغيرها ولملشنة اليمن وتسليمها للقتلة والمجرمين والسرق والبلاطجة في الشمال والجنوب.
هذه الحقيقة المرة التي اكتشفها اليمنيون بعد أن نجح هذا التحالف الحاقد في انهى البنية التحتية اليمنية تماما وتدمير الجيش اليمني وسحق أسلحته وتدميرها، والشي الغريب والمريب في الأمر أن الأسلحة منذ أول يوم للحرب تتدفق على الحوثي بكرم حاتمي وتخرج من موانئ عدن والمكلا ومطاريهما، وفي الأخير من الحديدة والمخا وكل هذه المناطق تقع تحت يدي هذا التحالف، بينما الجيش اليمني محاصر وممنوع من التسليح وحتى المرتبات التي لا تسلم له إلا بالقطارة بعد الصبر شهور عديدة.
وعندما شعر اليمنيون بهذه الخديعة والغدر والطعن بدأ حماسهم يفتر ويقل تدريجيآ نحو محاربة الحوثي عندما لاحظ الشعب ان الحوثي في صنعاء يتمون بالسلاح والاموال والغذاء والدواء والبترول ومشتقاته من التحالف نفسه ايقن الشعب وعرف الحقيقة وادرك ان هذه الحرب عبثية وانها خرجت عن اهدافها وقد تغيرت مواقف الكثير من اليمنيين ومالوا الى صف الحوثي ليس حبآ في الحوثي ولكن نكاية بالسعودية على امل ان ياتي اليوم الذي يتحرك فيه الحوثي نحو ارض الحرمين الشريفين ليكون هؤلاء المخدوعين اليمنيين في الصفوف الاولى لمقاتلة بني سعود واخذ ثار ابناءهم وآباءهم وأبناء قبائلهم الذين ذهبوا في معارك عبثية اشبه مايكون بالمسرحيات والتمثيليات.
وأما من جانب آخر فقد طغت السياسة الاماراتية التي تسيرها الموساد الاسرائيلية في اليمن طغت على سياسة بن سلمان المرتعشة والمهزوزة والمتقلبة والغير ثابته، كما أن ضعف بن سلمان وتردده ونقض وعوده وعدم تنفيذ الاتفاقيات التي تمت تحت اشرافه في الرياض أضعف موقفه وشخصيته تماما وأضعف المملكة وافقدها هيبتها ومصداقيتها داخليآ واقليميا ودوليا، وهذا ما كان يخطط له بن زايد إلى جانب قصقصة أجنحة مملكة آل سعود مع محيطها العربي والإسلامي وبالذات مع عمقها الاستراتيجي وجارها الاقرب اليمن.
ففي اليمن صور بن زايد حزب الاصلاح اليمني ذو الشعبية والقاعدة الجماهيرية الواسعة والكبيرة بانه الشيطان المتربص بآل سعود، بينما غالبية من يقتلون ويدافعون عن أمن مملكة بني سعود غالبيتهم من الاصلاح كما صور بن زايد لبن سلمان الجيش اليمني والأمن والشعب اليمني كله بالأخونج، وبعد ذلك تمادا بن زايد وصور الرئاسة اليمنية ووصمها بالاخونج ليمشي معه بن سلمان على طول الخط .
وبعد أن نجح بن زايد في اقناع بن سلمان في كراهية الشعب اليمني وأوغر صدره اتجه بن سلمان نحو محيطه ليوغر قلبه اولآ ضد جارته دولة قطر تحت مبررات واهية وأكاذيب لا تنطلي على ذوي العقول المفكرة، ولكن بن زايد طغى على بن سلمان حتى دخل مع قطر في اشكال كبيرة وصلت لحد القطيعة وفرض الحصار على قطر، ثم اتجه بن سلمان نحو دولة الكويت ثم سلطنة عمان ثم تركيا.
وكان الهدف اشعال النار بين الأشقاء في دول الخليج والزج بهم في معارك لا تخدم سوى اعداء الامة العربية والاسلامية ولكن الجميل ان دولتي قطر والكويت تحصنت بدري باتفاقيات امنية ودفاع مشترك مع دول كبرى جعلها مهابة امام طيش الصبيان الدخلاء على السياسة ولو لم تتحصن هذه الدول من بدري لكانت اليوم في خبر كان.
فقد كانت نوايا الاشرار نحوهم مبيتة واما بالنسبة لسلطنة عمان فقد اتهمها بن زايد عبر إعلامي الدفع المسبق في البداية بتهريب الأسلحة وإغراق اليمن بالمخدرات، وكان هذا الاتهام هو غطاء لما يقوم به هو بنفسه واستخباراته من تهريب للأسلحة والمخدرات، وقد كنت أنا أول من فضح كذب الإمارات ضد سلطنة عمان الشقيقة وكذبت ذلك في كل وسائل الاعلام واثبت للعالم كله في منشوراتي وتغريداتي وتسجيلاتي ومقابلاتي التلفزيونية مع قناة الجزيرة ثم الشرق المصرية ثم بلقيس اليمنية، وكذبت وكشفت ذلك أيضآ قبل اربع سنوات حين تم القبض على شاحنة في المناطق الوسطى من اليمن خرجت من ميناء عدن متجهة نحو صنعاء وهي تحمل طائرات مسيرة بموجب أوامر من أحد قادة مايسمى الحزام الأمني التابع للامارات.
بعد أن نجح بن زايد في قصقصة جناح بن سلمان رجع والتف عليه واتصالح مع قطر ومن ثم تركيا، وأما ايران فهو على ما يرام معها منذ زمن واليوم بعد أن أحرق بن سلمان وافقده ثقة كل اليمنيين ها هو يغازل الاصلاح ويتقرب اليهم ويتشاور معهم ويلتقي بهم سرا وقريبا في العلن ويطالب بدفن كل الماضي والبدء في صفحات جديدة بينهم والمشاورات بينه وبين الاصلاح تجري على قدم وساق، وبعد أن ضمن كل الأوراق في الشمال والجنوب وجعلها في يده وبعد المشاورات السرية بينه وبين ايران ها هو أيضا يتقارب مع الحوثي اكثر، وهو منذ البداية الداعم الاساسي له في هذه المعارك .
أما المؤتمر فهو الورقة الرابحة التي أصبحت في يد بن زايد في اليمن فأين موضع قدمك اليوم يابن سلمان في اليمن التي أصبح مفقود فلالك موضع قدم في قلب أي يمني حر إلا من تسقيه العسل ولكنه لن يفيدك بشيء ولا لك موقع قدم بعد اليوم في اليمن، فقد خسرت كل المكونات اليمنية والشعب اليمني كله، فأنت حليف مهزوز لا يثق به وأظهرك بن زايد بهذا المظهر اتفاقياتك وتصريحات وتغريدات من حواليك أصبحت مسخرة وضحك لا يعتمد عليها ولا يصدقها اليمنيين ولا غيرهم بعد اليوم.
توقعاتي لمردود سياسة بن سلمان الطائشة والغير مدروسة عليه في اليمن .
أولا الامارات والأمريكان وحلفاءهما الغربيين وعلى رأسهم بريطانيا المعين الذي لا ينضب من الاحقاد والمؤامرات الخبيثة وفرنسا التي لا تقل عنها اذا لم تكن الأسوأ ومن خلفهم اسرائيل في المنطقة متفاهمين ومتقاسمين الأدوار وكل عملهم اليوم يصب ضد مملكة آل سعود والمؤامرة عليها وهم في هذه المهمة لديهم أوراق ضغط قوية سيلوون بها ذراع بن سلمان وأهم الأوراق هي ايقاع بن سلمان عبر الأمم المتحدة واتهامه بانه من اسقط الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وأوراق أخرى سيفاجئ بها بن سلمان وستظهر في حينه ولاشك أن الأمريكان وحلفاءهم الغربيين واسرائيل شركاء في ما يجري في اليمن، ولكنهم لا يظهرون لهم اثر فما هو ظاهر فقط هي آثار بن سلمان وبلده لذلك سيحملونه كل تبعات ما جرى في اليمن، وقد ربما يدفعون به إلى محاكم دولية وربما يشجعون من راحوا ضحايا له في اليمن أن يقدمون عليه شكاوي للمحاكم الدولية.
واما ايران والامارات فهم سمن على عسل وهم متفاهمين ومتقاسمين الادوار فلديهم مشروع آخر لتقاسم ارض الحرمين الشريفين مستقبلآ مع الحوثيين وابناء المناطق الشرقية في السعودية وشيعة العراق وهذا نتيجة العقول الخاوية والاطماع والجشع الذي دخل به بن سلمان على اليمن المغلوب على امره ¡¡¡¡¡¡¡
بن سلمان متكئ الآن على الصين والدب الروسي ولكن هؤلاء لا يثقون في سلمان ولا يثقون في سياسته المتخبطة يمين وشمال، وكما قلت تجربته في اليمن واتفاقياته الكاذبة افقدته مصداقيته وعرته أمام العالم.
وكيف للدول العميقة والعريقة أن تثق في شخص متقلب المزاج ينقض وعوده ولا يحترم الاتفاقيات وستظهر لكم الايام صحة كلامي أن بن سلمان سيضرب من الداخل ومن الشرق والغرب، فهو الآن مهزوز وعين على الغرب وعين على الشرق وفي الاخير لا هو من الشرق ولا من الغرب ولا من اليمن.
والغرب الخبيث قد أوقعه في شر أعماله منذ بدية حكمه لمملكته عبر الشيطان بن زايد حيث صور له أن الغرب ليس راضي عليه وأن نظام الحكم في مملكته متخلف وانه يجب عليه الانفتاح ومسايرة الغرب في عاداته وتقاليده واباحياته وفتح باب الحرية للمثلية وللمرأة وللخمور وكل المصائب .
وبهذا أوقعوه في المصيدة بعد أن جعل بلاد الحرمين الشريفين من قبلة للاسلام والمسلمين إلى شيء مخيف ومحزن ومؤسف وبدلا أن يكون أمام الاسلام والمسلمين جعلوه صنم ونجحوا في نزع هذه الرمزية العظيمة التي كانت ترعب الشرق والغرب، وكانوا يحسبون لأرض الحرمين الشريفين الف حساب ويعتبرونها قبلة اثنين مليار مسلم، ولا يمكن أن يفكرون مجرد تفكير مساسها خوفاً من ردت أفعال المسلمين عليهم في جميع أنحاء العالم.
إلا أن بن سلمان أبى إلا أن يجعل أرض الحرمين الشريفين عاصمة فقط لآل سعود وسياساتهم العرجاء، بدلا من أن تكون عاصمة كبرى ورمز للإسلام والمسلمين، هذه الحقيقة وهذا عدل الله فقد جرعوا اليمنيين الويل واليوم سيشربون من نفس الكأس ولكنه السم الزعاف.