الحروب لا تبني الشعوب وإنما تهدمها؛ ولذا صارت من أهم وسائل التهديد للنيل من أي شعب أو معاقبته؛ وما ذلك إلا لكونها عند الجميع وسيلة عقاب؛ والقائد المحنك هو الذي يجنب بلده الصراعات والحروب ويستخدم الحوار بدلًا من الحرب؛ فقد تكون الحجة أبلغ في تحقيق الغرض من أي سلاح، وهو الأسلوب الذي استخدمه الله مع خلقه ووجه رسله لاستخدامه في دعوتهم.
إنما الذي يبني الشعوب ويعتبر المنطلق الأساس لخلق أي تحول في مجرى حياة شعب أو أمة هو (العلم)، وهو الذي لا يستطيع أي نظام من تغيير واقع شعبه والنهوض به إلا به.
وأقصد بالعلم علم الطبيعة؛ لأن هناك فرق بين علم الشريعة -الذي له علاقة بمسائل الحلال والحرام الشرعيين، وهي مسائل معروفة ومدونة يمكن للكل تناولها- وبين علم الطبيعة الذي له علاقة بواقع حياة الناس، وكيف يتم اكتشاف وتسخير ما أودعه الله في هذا الكون بما يخدم الإنسان، من طب وصناعة وإدارة وسياسة واقتصاد .. وكل ما يواكب حاجيات البشر في عصر التطور الذي يشهده العالم.
ولكن للأسف ما يتعرض له التعليم في بلدنا اليمن يعتبر كارثة؛ لو قدرنا أن لدينا (سبعة مليون طالب) فإن الشعب يخسر كل سنة تضيع دون تعليم (سبعة مليون سنة) تضرب في (ثمان سنوات الحرب)، فيكون الناتج (ستة وخمسين مليون سنة) يخسرها الشعب
كما خسر الشعب أيضا أكثر من (سبعمائة ألف كادر) سقطوا وقودا للحرب في شتى المجالات والتخصصات وأضعافها جرحى ومعاقين.
فكم جهود بذلت في بنائهم؟ وكم أموال أنفقتها الدولة على تعليمهم؟ ومتى سيعوض الشعب هذه الخسارة ؟!
ما يحتم على قادة الصراع في بلدنا أن يدركوا حجم الكارثة التي حلت ببلدنا؛ بسبب الحروب ويذهبوا للسلم والحوار من منطلق الشعور بالمسؤوليةً.
الكل يدرك أنه لا حل إلا أن نتفق فيما بيننا، والكل يقول لنا: أنقذوا بلدكم وارحموا شعبكم.
ولهذا على كل الأطراف أن يتقوا الله في شعبهم، ويدركوا أن السلطة التي يسحقون شعبهم من أجلها لا تدوم لأحد ولو أنها تدوم لأحد لما كنتم حيث أنتم.
*من حائط الكاتب على فيسبوك