ستظل اليمن تعاني من المخلوع علي صالح ومخزونه ومخلفاته الذي حكم اليمن لأربعة عقود تقريباً، لعشرات السنوات القادمة على الأقل.
حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه صالح كتجمع لكل الانتهازيين القادمين من خلفيات إيديولوجية وقبلية ومناطقية مختلفة لا هم لهم سوى فتات السلطة ،يواصل العبث بالوطن ،وترقى اليوم إلى مرتبة تليق به كشركة أمنية رخيصة يجندها كل من يريد العبث باليمن ،وتدمير كل مكتسباته الوطنية التي تحققت خلال قرن من نضال الشعب والحركة الوطنية اليمنية.
لقد تحولت البيروقراطية الإدارية للدولة والفئات الاجتماعية المنتمية للمؤتمر في الشمال إلى لجان شعبية مسلحة للنسخة العفنة من الإمامة المسمى بالحركة الحوثية ، بينما تحولت في الجنوب إلى نسخة انفصالية ومرتزقة مأجورين للكفيل الإماراتي.
إنهم يشتغلون لمن يدفع أكثر..
إذا أردنا الخير للوطن فيجب تحريره من هذا المخزون المدمر ،لا التصالح والتعايش والاصطفاف معه تحت دعاوى وشعارات واهية، أثبتت الأحداث الأخيرة على الأقل كذبها وأنها مجرد خدعة وتكتيك للسيطرة والهيمنة على السلطة.
هذا المخزون الانتهازي ظل يحكم البلاد حتى بعد إسقاط رأس نظامه عقب ثورة فبراير 2011 ،وتوزع على كل سلطات الأمر الواقع في شمال الوطن وجنوبه، بينما اشتغلت دعايته الإعلامية والمخابراتية على مظلومية الإقصاء والتهميش الكاذبة ورفع شعارات أخونة الشرعية والدولة ، وأن كوادر المؤتمر رجال دولة مقتدرين، بينما الباقون لا يفقهون ولا يفهمون أصول الدولة، دعاية تقوم على أحقية هذه النخبة والعصابة الأوليجارشية بالسلطة ،تارة تستخدم شعار الطائفة والمذهب كما فعلوا عند تحالفهم مع الحوثي، أو القروية والمناطقية كما في الجنوب، إنها عصابة تريد احتكار السلطة بين أفرادها بحيث لا يشترك أحدا معهم ،مالم فعلي وعلى أعدائي كما قال زعيمهم يوما.