لا تلوموا رشاد العليمي ولا مجلسه ولا الحكومة على عدم رفع حصار تعز بالتوازي مع فتح مطار صنعاء ، فليس لهم من الأمر شيء، هم مسلوبوا القرار والارادة ، جميع هؤلاء في غرف بقصر معاشيق وصالات للمقيل لكن دون اي صلاحيات ودون مسؤوليات ، لاجيش ولا قوات واحدة وموحدة القيادة ولا حتى موازنة وموارد يتحكمون بها لتسيير شؤون الدولة، السفير السعودي هو من يدير المليشيات المتشاكسة ويتحكم بالموارد وبكل شيء ومعه الاماراتي بالطبع، حتى مبيعات الغاز والنفط في مأرب والتي تبلغ حوالي مليار ومأتين مليون دولار سنويا تذهب لحساب في البنك الاهلي السعودي ووحده السفير من يقرر كيف تصرف ولمن؟
الحقيقة كان هناك رغبة كبير وأمنية اكبر لدى رشاد العليمي ومعين عبدالملك لرفع الحصار عن تعز مقابل فتح مطار صنعاء، وجعل ذلك شرطا، هما من تعز وفي بقاء الحصار اهانة كبيرة لهما واحراج كبير.
ولذلك سمعنا تصريحات من الحكومة ومن مجلس الرئاسة قبل اسابيع تضع شرطين لفتح مطار صنعاء، الأول رفع الحصار عن تعز بالتزامن، والثاني لا سفر عبر مطار صنعاء إلا بالجوازات الصادرة من مناطق الشرعية ، قلت في حينه ان هذه الشروط ستتبخر في الهواء ولن يتم تنفيذ الا ما اراده الحوثي ، وفعلا تم فتح مطار صنعاء مع بقاء حصار تعز، وبالجوازات الصادرة من صنعاء ، أما كيف تسنى للحوثي ان يملي شروطه كاملة ؟!
فهناك سبب وحيد وكافي.. يعلم الحوثي يقينا ان الحكومة والمجلس الرئاسي لا رأي لهم ولا ارادة ولا اي استقلال، هم فقط يقبلون ماتقبله السعودية والإمارات ويرفضون ما ترفضانه.
الحوثي يعلم أيضا تماما كيف يجبر السعودية والامارات على الخضوع له والاستجابة لمطالبه ، بإمكان بضع طائرات مسيرة تحلق فوق سماء دبي ان تخضع الامارات، وبدورها ستخضع السعودية، فضلا عن استهداف مناطق ومنصات النفط في المملكة، وبعدها رسالة وتساب من السفير للمجلس الرئاسي والحكومة وسيقبلون ما قبلته السعودية والامارات ، توقعوا مستقبلا والحال كذلك أن كل الأمور ستجري على هذا النحو ، الاستجابة لكافة مطالب الحوثي فقط ، مادام السفير السعودي والاماراتي هم من يحكموا البلاد والبقية مجرد أدوات، دون سلطة حقيقية ومستقلة وصاحبة ارادة وقرار على الأرض.
بقى أن أقول انني كنت ولا أزال مع فتح مطار صنعاء، إذ هناك ضرورة انسانية ملحة لفتحه، لكن رفع الحصار عن تعز لا يقل حاجة وضرورة انسانية عنه