تعتبر ثائرات عدن أيقونة الثورة الشعبية اليمنية التي انطلقت في فبراير 2011، وصوتها الخالد وصورتها المعبرة.
منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة وهن يملأن ساحات الثورة وميادين الحرية في كل أرجاء عدن،يرسمن لوحة الخلاص ويكتبن قصة الكرامة.. لم يتعبن حتى تعب التعب،ولم يصبهن اليأس وقد يئس اليأس من نفسه فيما هن يشعلن فجر المستقبل بعزائم لا تلين وإرادة لا تقهر.
أطلق البغاة نيران الحقد على ساحات الحرية فزاد ايمان الثائرات بثورتهن،وعلى صخرة إيمانهن ارتدت سهام المكر فوق رؤوس مطلقيها،وانتكست كل مؤامراتهم وحملاتهم المسعورة أمام إصرار حفيدات بلقيس وهن يمنحن اليمن يمنا جديدا ويخلدن فوق ثرى الوطن وطنا أجمل وأنبل.
كن هناك ينسجن راية الحق والخير والحرية حين كانت قطعان الليل تضمر الشر وتتربص بالبلد،صمدت الثائرات وثبتت الحرائر يحملن يقين الثورة وثورة اليقين.. ينشدن دولة العدالة والمساواة ويهتفن لإرادة الشعب الذي خرج بالملايين من أقصى اليمن إلى أقصاه وكله صوت واحد (الشعب يريد إسقاط النظام).
حاول البغاة أن يسكتوا صوت عدن فكان صوتها الأكثر وضوحا حين عزفته الثائرات،وسعت خفافيش الظلام لتمنع الضوء عن المدينة،فأشعلت الحرائر قناديل الثورة ضوءا لا ينقطع ونورا لا يخبو.
مرت أيام الثورة العظيمة وتعاقبت سبع من السنوات عليها.. لكن ذكراها باقية في ذاكرة الأجيال وخالدة في وجدان الجماهير.. يحوطها مئات الشهداء جادوا على الوطن بدمائهم.. فسلام عليهم وسلام على الثورة وسلام على الثوار والثائرات صانعي فجر فبراير المجيد وثورته الناصعة في جبين المجد وصفحات التاريخ.