على خلفية قصف طائرات مسيرة حوثية في منشآت نفطية اماراتية، تحاول حركة الحوثي تسويق انطباع للسذج بأنها في حالة خصومة وعداء مع الإمارات، مع أن ما يجمعهم في الاهداف الاستراتيجية أكثر مما هو محكي عبر التكتيك المرحلي.
فتماهي كلاهما مع الآخر سواء في الانسحاب من الحديدة مقابل تراجع قوات الحوثي في الحدود الشطرية يكفي لمعرفة الاهداف النهائية للجانبين.
وفي الجملة هي حرب تحريك وليس "تحرير" وإلا لكان التحرير غداة تحرير عدن.
قصف مصافي ابوظبي ليس في العمق كما يروج، لكن قد يفسر أنه تحذير وضرب الحبيب مثل أكل الزبيب !
حتى قصف الحوثي لأرامكو ومنشآت النفط السعودية هي الأخرى ليست مدمرة ولكنه ضجة إعلامية تقوي شوكة الحوثي وترفع معنويات مقاتليه وتفضح دفاعات التحالف وما يسموه بطاياريات "الباتريوت" التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لقد نجح الحوثي بتصوير الحرب ليست ضده فحسب بل ضد اليمن وانها حرب سعودية إماراتية ضد اليمن، وهذا للأسف غدا صحيح وواضح ومن يرى غير هذا فهو فاسد المزاج يحتاج إلى علاج!
ومن هنا يتضح لكل لبيب بانها حرب عبثية وان كل القوى اليمنية الفاعلة شرعية وحوثي وانتقالي هم مجرد أدوات للإقليم وصراع التحالف مع العجم والعرب أشد كفرا ونفاقاً.
والشرعية هنا في موقف متبلد وتتفرج بتربص وقلق واضحين، وهو الأمر نفسه في قلق الانتقالي في حين تقف الرياض موقف المتفرج اللبيب.
وبداهة الخاسر الوحيد الشعب اليمني المنكوب بحكامه وجيرانه، والكاسب الأساسي هو ايران التي يسلم لها التحالف اليمن في طبق من ذهب كما فعلت ممالك النفط تقديم العراق وسوريا ولبنان لقمة سائغة لحكم الملالي في طهران.
*كاتب يمني وسفير في الخارجية
