حرب سبع سنوات من الدمار والتنكيل باليمن ..وتشريد ملايين داخل اليمن وخارجه وانهيار الاقتصاد ، ولم تتحرر اليمن . بل كرست انقلاب الحوثي فتجذر وتمدد وخارجيا بتعاطف المجتمع الدولي مع الطرف الانقلابي ويسعى لشرعنته .
واقليميا دولتي التحالف تآمرت وخذلت الشرعية واستنسخ انقلاب آخر بدعم احد طرفي التحالف الذي يفترض انه جاء لاستعادة الدولة وإذا هو يحمل مشروع “استعادة دولة الجنوب “
ماذنب الشعب اليمني في فشل وضعف وخيانة حكامه السابقون واللاحقون ، قيادة مرتهنة فرطت بالسيادة ولم تستطع إيجاد موطى قدم لها في مايسمونه بالمناطق " المحررة" .
وبوجود مايسمى " بالشرعية " وما يزعم بدعم إقليمي بتقاسم طرفي التحالف الأدوار اليمن فعليا يتشرذم .. ودخل حلبة الصراع الإقليمي بذريعة محاربة المد الإيراني، مع أن العرب شد كفرا ونفاقا من العجم.
تجذر الانقلابيون وحوثنة الدولة ليصبح أمر واقع ومجرد طرف في الصراع وليس المتسبب الاول لما نحن فيه ، معلوما ان قوة الحوثي ليست قوته انما ضعف الشرعية وتآمر الإقليم.
يبقى أن نقول لو كانت الحرب بنوايا وطنية وقيادة مخلصه حاربت في اراضي الجمهرية لوصفت حرب مصيرية لغاية نبيلة ، أما أن تتحول بعد ماسمى ب " تحرير محافظات جنوبية ويومذاك تفرغ التحالف للتنكيل باليمن واستنساخ انقلاب اخر ومنع قيادة " الشرعية " من العودة لما يسموه بالمناطق المحررة فهذ خذلان واضح من التحالف وتواطى من هادي وكل القيادات الأخرى ولهذا فقد تداعت علينا الأمم " كما يتداعى الأكلة على قصعتها".
وهكذا ضاعت اليمن بسبب تأمر وخيانة ساسته وأحزابه السابقين واللاحقين بتحالف الزعيم مع الحوثي نكاية بخصومة من اجل التوريث واصر على رئيس توافقي ضعيف ليقوم بدور المحلل من اجل رئيس من بعدي اسمه " احمد" .
واللافت أن كثير من أبناء اليمن يحنون للجلاد .. حقا أنها امة خلقت لتفنى نُخب وسَاسةْ اليمن الفاشِلة لأربعة عقود وهي التي أفقرت وعاثت فساداً وخاضت نحو عشرة حروب في اقل من أربعة عقود وسلبت سيادته وسلمت اليمن لميلشيا كهنوتية .. وصورة اليمن للعالم بأنه بؤرة للإرهاب ولهذا فقد غدا اليمني منبوذا في اغلب بلدان العالم ناهيك عن عزلة اليمن وإغلاق منافذه .. ساسة اليمن هؤلاء هم من سلبوا قوته بجعل اليمن ترسانة أسلحة وقطعوا مرتباته التي هي في الأصل لا تسمن ولا تغني من جوع .. واحرموا من ابسط الخدمات وساهموا في نشر الأمراض .. وبعد كل هذا لا يخجلون بأن يسعون لاستعادة الدولة العميقة حتى بعد مصرع مؤسس الفساد ، فتجريب المجرب ضربا من الحماقة !
وليس هذا فقط بل وتريد أيضاً رسم ملامح مستقبلنا وهو الأمر نفسه للإقليم الذي ساهم في تدمير اليمن وخاض هذه الحرب بمسوغات أثبتت زيفها يسعى هو الآخر لقولبة اليمن لمرحلة ما بعد الحرب ويفتح الباب على مصراعيه لحروب بينية قادمة من خلال حلول مشبوهة وآنية لترحيل الصراع ليصبح أزلياً.
شعب مغيب وكأنه قدر محتوم ان ينكل به من كل الأطراف المحلية والإقليمية .. حقاً إنها عبقرية المكان ولعنة الزمان فأن كل من في المشهد يسعى ليكون له حصة في وطن غدا ركام وإطلال فبئس الكرسي الذليل !
*عبدالوهاب العمراني كاتب يمني وسفير في الخارجية