عند العودة لتصريحات التحالف حول العبدية ومشاركته في الطيران خلال أسبوع فقط ستجد كلاما كثيرا وتزييفا واسعا، وفي النهاية تتحدث الأنباء عن سقوط وشيك للعبدية الرازحة تحت حصار غاشم من المليشيا منذ فترة.
وفقا لمصدر (حكومي) فقد تخاطبت قيادة الجيش في العبدية ومارب مع التحالف لإمدادهم بالسلاح والذخيرة والمساهمة في المعركة، لكن قيادة التحالف ردت بأنها لا تستطيع وأن الحكومة لديها موارد وميزانية وعليها شراء السلاح الذي تريد، وكان هذا الرد هروب وتمنع من التحالف في دعم جبهة العبدية التي ظلت تحارب بأبنائها وأبطال الجيش لأسابيع، وقدموا أغلى ما لديهم بجهدهم وما لديهم من سلاح ومال.
مغالطات قيادة التحالف امتدت لتتحدث عن عدة ضربات وغارات جوية كما جاء في حديث ناطق التحالف، والحقيقة الميدانية تقول إن ناطق التحالف كان كاذبا فيما يقول، فقد زعم تنفيذ 118 غارة خلال 96 ساعة، أي خلال أربعة ايام في العبدية، بينما ما جرى فعليا أن عدد الغارات في جبهات جنوب مارب كاملة خلال أربعة أيام كان 61 غارة، منها 31 غارة فقط في العبدية، وهذي الاحصائية كانت الأسبوع الماضي.
ما يبدو اليوم مؤسفا وباعثا للملاحظة هو سقوط جبهات ومديريات في ظل مزاعم تحالف السعودية والإمارات بأنه يحارب في اليمن من أجلها بينما لم تسقط هذه الجبهات من قبل عندما كان اليمنيون يقاتلون بجهدهم، وتمكنوا من صد المليشيا عن قراهم ومدنهم.
إن وضعا كهذا يعيد التفكير بأداء التحالف، وما حققه على الأرض منذ تدخله في اليمن، ومراميه المتكررة المائلة لتمزيق البلد، وخذلان الحليف، ونصرة المليشيا التي كان سببا في خروجها من جحورها وصعودها واستمرارها بالتوسع ومنحها الانتصارات حتى اليوم، وهنا يبرز سجلا طويلا من جبهات محلية سعى اليمنيون للتصدي للمليشيا فيها، لكنهم اتكئوا على نصرة التحالف، فخذلهم، وباعهم، وسلمهم ومناطقهم للمليشيا، مانحا إياها نصرا كبيرا، وإغراء متواصلا لالتهام ما تبقى من مدن خارج سيطرتها.
إنه العار الذي يخزي التحالف اليوم، وهو يظهر عاجزا متآمرا مهزوما، ولكنه في الوقت ذاته يؤكد بأن هذا التحالف ليس اليوم سوى عدوا لليمن واليمنيين، وشريكا للمليشيا في النيل من اليمن أرضا وإنسانا، وأن الاعتماد عليه يعني الهزيمة والخذلان.
أما الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض فهي اليوم شريكا آخر للتحالف، في النكسات المتتابعة، جراء عجزها وصمتها، وعدم أهليتها، وكيف لمن ظل لسنوات خارج بلده أن يدرك ويفهم ويستوعب ما الذي يجري في الداخل، وحجم معاناة الناس واحتياجاتهم، وسطوة المليشيا وعنفها.
ويبدو واضحا أن التحالف يسلك منهج المقايضة في تعامله مع الحكومة النائمة في فراشه الوثير، ويمارس الابتزاز، ولازال يحتفظ بدستة الأهداف التي أسقط صنعاء من أجلها، وهو وحده من يتحمل نتائج الوضع اليوم في اليمن.
إنه مشهد يتكرر اليوم، فمتى كانت السعودية نصيرا عسكريا ناجحا لأي حليف لها، وغدا ستصبح الرياض وأخواتها وحيدة عندما تشرب من ذات الكأس، ويحين الدور عليها.