لم تعلن الحكومة اليمنية أو التحالف على مر سنوات الحرب أن هدفهم هو إبادة الحوثيين أو تصفيتهم عرقيا. الجميع يتحدث عن ضرورة قبول الحوثي كمكون يمني في مستقبل اليمن. والحكومة الشرعية تؤكد دوماً انها لا ترفض الحوثيين كمواطنين وافراد ولكن ترفض فكرهم العنصري المرتكز على الولاية. وان سقف الجميع في مستقبل اليمن يجب ان يكون المواطنة المتساوية وسيادة القانون.
ولكن المبعوث الامريكي وقع في خطأ دبلوماسي وسياسي عندما استخدم مصطلح "شرعي" Legitimate لوصف الحركة الحوثية وهو أمر انتقده عليه الكثير في اليمن وخارجه، وعدد من الدبلوماسيين الاجانب الذين تحدثت معهم منذ البارحة. فما قاله المبعوث مؤخراً وردة الفعل السلبية قد اضطرت وزارة الخارجية الامريكية اصدار تصريح لاحق لتوضيح مقصد مبعوثها ولو إن النفي حتى كان غامضا رمادياً.
كان يمكن ان يستخدم المبعوث ليندركينج المصطلحات المتعارف عليها في تعريف الحوثي والاعتراف recognition بوجوده كطرف ولكنه كان ساذجاً في استخدامه كلمة "الشرعية" لوصف وضع الحوثيين.
وبغض النظر عن وقوع المبعوث في فلتة لسان أو خطأ مقصود فإن التصريح عموما والموقف الغربي بالمجمل ومنذ سنوات وليس اليوم يصب في ما اشرت اليه سابقاً في سياق مفهوم "توازن الضعف" وليس حتى توازن القوة للمكونات اليمنية وفي مقدمتها الشرعية والحوثيين.
الغرب يرى ان الحل في اليمن هو حل شبيه بالحل العراقي بين الشيعة والسنة والاكراد. فأكراد اليمن هم المجلس الانتقالي والحوثي شيعة اليمن والشرعية ممثلة للسنة الشوافع ومظلة لباقي الاحزاب والتنظيمات السياسية. بل انهم يرون في النموذج العراقي للمحاصصة المناطقية والطائفية كنموذج نجاح يجب يحتذى.
وأن العراقيين اليوم يتمتعون بنظام ديمقراطي انتخابي رائد تستحق امريكا وبريطانيا الشكر والثناء عليه!!