لم تفعل المكونات السياسية والاجتماعية (السلمية والمسلحة) في المرحلة الانتقالية شيئا من أجل اغلاق ملفات جرائم التعذيب والإخفاء القسري في المرحلة الاتقالية.
قادة هذه المكونات اتفقوا ضدا على ضحايا الماضي في اليمن. والماضي هو "المحرك" للجماعات، وهو وجهتها كما تبرهن المرحلة الانتقالية التي لن تكتب خاتمتها قريبا.
سوفوا وتعاموا وتجاهلوا وهونوا وهولوا واستصغروا واستكبروا كي لا يتم الكشف عن مصائر المختفين قسريا وهي الخطوة الأولى من أجل وقف الجرائم المستمرة في حق المختفين قسريا وأسرهم.
لم يعتذر أي "زعيم" أو أمين عام حزب أو سياسي سابق او أي مسؤول أمني (راهن او سابق) عن جرائم تعذيب (وجرائم تعذيب حتى الموت) ارتكبت في الماضي أشرف عليها أو وجه بارتكابها أو تواطأ مع مرتكبيها.
الجرائم استمرت، والمجرمون تقدموا الصفوف في السلطة الانتقالية وهيئاتها ومؤتمراتها، والضحايا تعاظمت أوجاعهم بعد ثورة 2011. وفي رحاب "الحوار" و"مخرجاته" اندفع الحوثيون إلى عمران، أولا، مدشنين حروبهم الاستردادية، ثم إلى صنعاء واب الحديدة والبيضاء وتعز ولحج وعدن وابين وشبوة. وظهر ان "الضحايا" لا تنقصهم مهارات "الجلاد" بل ويبزونه في جرائمهم كما في أخذ "المختطَفين" و"المعتقلين" إلى مواقع معرضة للقصف لجعلهم دروع بشرية ضد "العدوان" لكان الحوثيين يزودون طياري "التحالف" بخارطة تفصيلية عن المواقع التي يستخدمون فيها أجساد الضحايا كدروع بشرية!
***
انقلبت السلطة الانتقالية وكل من شارك في صناعة الإجماع في موفنبيك، بسوء قصد أو بغفلة وحسن نية، على الثوار وعلى أهداف الثورة وعلى ضحايا عهود الماضي.
انقلبت التخبة اليمنية، نخبة "الهوان" على البديهيات، واخترعت أولويات تخصها ولا علاقة لها بالمجتمع اليمني، فاندلعت الحرب، وانضم المئات (وربما الآلاف) إلى ضحايا جرائم الاختفاء القسري.
وانضم المئات (وربما الآلاف) إلى قائمة ضحايا جرائم التعذيب، وآخر هؤلاء هم المشاركون في مبادرة "مسيرة الماء"، وبينهم الزميل محمود يس.
الجريمة مستمرة في اليمن.
والحوثيون يعززون مركزهم في صدارة دوري "المجرمين" في اليمن، اليمن المُعذب الذي يوشك على الاختفاء القسري!
*عن صفحة الكاتب بالفيسبوك