كنت أنتظر بفارغ الصبر موقفاً رسمياً من جانب المخلوع صالح وميشليا الحوثي، من قرارات التعيين الأخيرة، التي طالت منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة.
لكن للأسف هذا الموقف تم تسريبه في سياق البيان غير الموفق الذي أصدره نائب الرئيس ورئيس الحكومة المطاح به خالد محفوظ بحاح، الذي أظهر كل ما استبطنه الحوثيون وحليفهم صالح، وما استبطنته ربما أطرافٌ أخرى خارجية.
لست متحمساً للرئيس هادي ولا لأسلوبه في إدارة السلطة، ولكنني معه الآن في القرارات التي اتخذها للحفاظ على كيان الدولة، الذي تتهدده تسوياتٌ مشبوهة.
وفي المقابل كنت أحد الذين سلكوا طريق الدفاع عن السيد بحاح بعد الإطاحة به، لكن يبدو أن كل ما أُشيع عن علاقاته بالحوثيين يبدو صحيحاً.. وفقاً لما يكشف عنه هذا البيان الصادر عنه.
أراد بحاح أن يقول إنه يمثل شرعية الإجماع الوطني، باعتبار أن اختياره عكس توافق كل القوى السياسية، وبسبب غواية شرعية الإجماع التي سيطرت عليه، ذهب بحاح يستدعي الحوثيين وغيرهم من أطراف الانقلاب على السلطة الشرعية، باعتبارهم شركاء أساسيين في منح الشرعية لأي رئيس حكومة يأتي من بعده.
لقد تجاهل بحاح الانقلاب، وتجاهل الدماء التي سالت بسبب هذا الانقلاب، وتجاهل حقيقة أن الذين فرضوه وفرضوا حكومته بقوة السلاح على اليمنيين، هم من أطاح بالتسوية السياسية وبالإجماع الوطني وانقلبوا عليها، ووضعوه قيد الإقامة الجبرية هو وأعضاء حكومته.
لا شيء أقوى من شرعية الرئيس المنتخب، الذي منحته اتفاقية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المصانة بالقرارات الدولية، سلطاتٍ فوق دستورية، للتعاطي مع المرحلة الحالية من الانتقال السياسي في مستواها السلمي ناهيك عن مستواها المضطرب والدموي كما هو الحال الآن.
حكومة الأستاذ محمد سالم باس ندوة هي حكومة الوفاق الوطني، أما حكومتك التي تشكلت بعد سقوط صنعاء، فهي حكومة أمر واقع، اضطرت القوى السياسية إلى القبول بها على مضض حتى لا يذهب اليمنيون إلى حرب كانت الميلشيا ومعها المخلوع صالح يلوحون بها.
هل تتذكر، لقد ترفع المخلوع والحوثي عن الدخول في حكومتك بصورة مباشرة، لأنهما ببساطة لم يكونا يهتمان بهذه الحكومة بل بوضع اليد على الدولة، كان مخططهم إسقاط الرئيس وليس الدخول في حكومة.
حكومة التكنوقراط، التي اقتضت عملية اعتمادها من قبل مجلس النواب تنازلات مرة قدمها اليمنيون لصالح الانقلابيين، لا تمثل اليمنيين، ولم نعد بحاجة إليها الآن بعد كل الذي جرى وبعد أن وقعنا فيما كنا نخشاه وهو الحرب.
هل تعلم أن صالح ونجله والحوثي وبعض أتباعه يخضعون الآن للعقوبات المفروضة من قبل مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع، وممنوعون من السفر، فكيف تمنحهم حق اعتماد وإقرار ما يقرره الرئيس، ويؤيده معظم أبناء الشعب اليمني.. لقد صغت نهاية مبكرة وسيئة لحياتك السياسية يا سيد بحاح.