اسم قبيلة/منطقة يمنية مشهورة و معروفة لدى اليمنيين منذ امد طويل و تقريبا هي القبيلة الحميرية اليمنية التي احتفظت باسمها كل هذه الفترة و ظلت متماسكة في تنظيم قبلي فريد(المكاتب) و لها مركز قبلي واحد (القارة)، و يعود الفضل في هذا التماسك للمنطقة التي سكنتها يافع و خصوصا الجزء المركزي منها و هي منطقة جبلية يصعب احتلالها او السيطرة عليها من خارجها.
يافع قبلية حميرية اصيلة ترجع الى جد واحد هو ذو رعين مع تحفظي على نقاء اي عرق او قبيلة و هو رأي ذهب اليه الباحثون الجدد و سبقهم اليه الفيلسوف الاجتماعي ابن خلدون.
و يمكن اعتبار تاريخ يافع كمنطقة و مجموعة بشرية أثرت في تاريخ اليمن و العالم كانت مع ظهور ثورة علي بن الفضل في العصر العباسي الاول، و هي تلك الثورة الحميرية التي اتخذت من التشيع الاسماعيلي المتطرف الاقرب للقرمطية غطاءً ايدلوجيا لها و تمكنت فيه حمير و يافع في القلب منها من خلال تلك العقيدة الثائرة من السيطرة على معظم اليمن بما فيها صنعاء العاصمة الا ان تلك السيطرة سرعان ما تلاشت لاسباب دينية محضة.
المرحلة الثانية التي دخلت فيها دوائر الاهتمام المحلي و الدولي هو مرحلة اكتشاف البن و يافع هي موطنه الاصلي كما ان حوران الشام هي الموطن الاصلي للقمح، و كان مكتشفوها هم ثلاثة و هم الشيخ الصوفي و هو من عائلة الكاف و كان المحفز للبحث عن مادة منبهة تنبه مريديه الذين جلهم من الفلاحين و الرعاة الذين لا يستطيعون السهر في مجالس الذكر الليلية و دروس العلم التي تحتاج للانتباه، و الراعي المكتشف الحقيقي للنبتة الذي نبه شيخه ان غنمه اذا اكلت نبتة معينة فانها لا تنام مطلقة اصواتها في مهاجعها طوال الليل و اذا تجنب تلك النبتة فان اغنامه تنام،
و الهاملي و هو المريد الفقيه الذي اجرى عمليات تطوير القهوة بالتجفيف و التحميص حتى اصبحت مقبولة الشرب و ذات تاثير اقل بكثير منها كطرية، و بعد ان تناولها الشيخ و مريديه لم ينتبهوا فقط بل و احسوا بشيء من الانتشاء الخفيف، هذا الامر جعل من الشيخ الكاف يرسلها كهدايا لمشايخه و لمحبيه و اقاربه في بقية مدن اليمن و حضرموت تحديدا فانتشرت سريعا تحت مسمى قهوة الكاف او الكافي و بعد نصف قرن اصبحت مشروبا شعبيا و صوفيا واسع الانتشار،
و في الاثناء احتل البرتغاليون المكلا و وجدوا القهوة و طاروا بها الى جهات الارض الاربعة محتكرين تجارتها مع اوربا التي انتشرت المقاهي كانتشار النار في الهشيم مما اضطر البابا الى تحريمها الا ان الاوربيون تجاهلوا فتاواه و يؤرخ الاوربيون كسر تلك الفتوى كبداية لنهاية سيطرة الكنيسة على الحياة في اوربا و كان للقهوة و المقاهي الفضل الاكبر في تكون فكر التنوير و عصر النهضة حيث كانت الاجتماعات في المقاهي جادة و قوية بخلاف اجتماعات الحانات التي تنتهي بالعراك عادة و يتجنبها المثقفون الذين وجدوا ضالتهم في المقاهي التي اكتسبت احتراما كبيرا لدى الناس،
انتشار القهوة ادى الى زيادة الطلب عليها و انتشار زراعتها فب كل يافع التي اصبحت منجم ذهب مما ادى باهلها للتعاهد على الحفاظ على هذا الكنز بان لا تخرج حبة من كاملة بقشرها مما سيؤدي الى استنباتها فلا تباع حبيبات البن الا بعد كسرها و بيع نواتها و هي النواة التي تحمس، و استطاعت يافع المحافظة على كنزها عدة عقود حتى غزاها الامام المتوكل على الله اسماعيل و نقل البذور و الفسائل الى الشمال و انتشر البناء في بقية اليمن، و مع ذلك ظل البن اليافعي هو الاكثر كمية و الافضل جودة و لذلك حرصوا الائمة على السيطرة عليها و خلال مئة عام سيروا عشرات الحملات العسكرية التي تنكسر معظمها بعد السيطرة على يافع لفترة و تنتهي الحملة و كان ذلك في فترة سلطنة ال العفيفي وأرخ تلك الفترة المؤرخ الجرموزي في كتابه تاريخ اليمن مع التحفط فقد كان يمثل وجهة نظر الائمة لكن يظل مصدرا مهما للمعلومات عن تلكم الفترة.
الفترة الاخرى التي اثرت فيها يافع هي فترة هجراتها الكبرى و جاءت بعد انحسار الطلب الكبير على البن الذي بسبب ذلك الطلب تراكمت الثروة و تكاثر الناس بشكل كبير نتيجة الرخاء، و انحسر الطلب بعد ما استطاع جاسوس هولندي ادعى الاسلام الوصول الى يافع و عاش فيها و قام بتهريب كمية من البذور بعد ان اخفاها في متاع ابنة السلطان التي تزوجها، ذلك انمتاع نساء العائلة الحاكمة هو المتاع الذي لا يفتش فقط، تلك الكمية لم تكن بالكبيرة لكنها نقلت بسرعة الى مستعمرات هولندا في هندوراس و منها الى البرازيل و نقلها الهولنديون الى اندونيسيا و على عكس ما حاول الغربيون نشره فاخر منطقة وصلها البن هي اثيوبيا التي اهدى الهولنديون ملكها المسيحي كمية من البن مع خبراء لاستنباته كمنطقة توأم لمنطقته الاصلية و فعلا فقد وجد البن بيئة اثيوبيا اقرب البيئات لمنطقته الاصلية فكان اشبه ما يكون بالبن اليافعي.
عودا على بدء كانت الهجرات اليافعية الكبرى هي الى حضرموت و المهرة و ظفار و كونوا سلطنة قوية لقرون و منها كونوا سلطنة او امارة في الهند في منطقة حيدر اباد الدكن و اصبحت امارة كبيرة و غنية، و ما لبثت ان اصبحت مقصدا اول للمهاجرين اليمنيين من يافع و غيرها و من المؤكد ان نواة جيش السلطنة كانوا من يافع الا ان الاغلبية لم تعد يافعية بل يمنية و عربية ايضا و هي نتيجة طبيعية لتوسع السيطرة اليافعية و تباعد مراكزها فلم تعد يافع قادرة على الايفاء باحتياجات الجيش و الادارة.
اليوم ينتشر اليافعيون في حضرموت و المهرة و اب و بقية اليمن و ظفار عمان و الخليج و و لا تكاد تخطئهم عين فالقابهم منتشرة في التجارة و العلم و الاعلام و في كل مناشط الحياة و يشتهرون بالنشاط في العمل و المهارة و الصبر و الامانة و الشجاعة و الكرم و هي صفات للقبيلة العربية فما بالك اذا كانت حميرية اصيلة و يتفق معظم المؤرخون ان قبايل يافع كانت من اعلى حمير نسبا و شرفا.
تلكم نبذة عن يافع التي احب.