لا أسوأ من فعالية عفاش إلا الجدل المستمر، وحكاية أن الرجل مازال صاحب حضور شعبي ..!
أولاً : لم يحدث في العالم،أن طاغية متعصب لقبيلته وطائفته قرر خطف البلد الى حرب وبيده كل إمكانيات ومقدرات الدولة بعد إنقلاب عسكري، لضرب الحشود الشعبية المناهضة، وفي طورها الثاني المقاوم بالسلاح، ثم عاد للتظاهرات الشعبية ..!
استخدام القوة المتغطرسة وشن الحرب هي آخر الخيارات "السياسية " لجماعة أو فئة للتعبير عن نفسها ونفوذها وهي الأداة الأعلى في سلم القوة ، فكيف تصبح الأداة الأدنى وهي الحشود الجماهيرية، أداة لقياس القوة التي فشلت بأكثر وسائلها فتكاً؟
هل نحن في مهرجان إنتخابي ؟
ثانياً: الحرب التي شنتها عصابة الإنقلاب والتمرد، أستنفرت في صيغتها التحشيدية، كل النزعات العصبوية، التي كانت حاضرة بقوة كأساس للإنقلاب، ممثلا في جماعة ذات خطاب طائفي واضح، كالحوثيين، وقوات عسكرية بنيت على نفس الأسس، آخذة دوائر العشيرة والقبيلة معها في نفس التكوين..
بعد عام من حرب مهلكة، ضاعفت من حالة الإنقسام الرأسي للمجتمع، وزادت من حالة الإستقطاب داخل هذه الدوائر، لا يمكن أن نرى الا تجمهراً واحتشاداً بهذه الصورة يمثل في حقيقته إستنفاراًعصبويا، منابعه في إقليم آزال بصورة حصرية، وتوزعت على ضفتي الروضة والسبعين، مع حالة سيطرة حصرية للانقلاب تمنع أي نشاط مناهض في تلك المناطق..
ما من دلالة مهمة في الإحتشاد، سوى في كونه يعمل في فراغ سلطة شرعية مدوخة وبلا فعالية،ظل أداءها المسترخي، مصدر قوة الحلف الضعيف في أوقات كثيرة ومازالت ..
جماعة فشلت في فرض الإنقلاب بالقوة، ثم لجأت للحناجر بحثاً عن قسمة في تسوية تضمن لها حضوراً في المستقبل ..!
لو كان صالح والحوثي يراهنون على الحضور الجماهيري حتى في صيغته الإنقسامية التي تعبر عن حالة اصطفاف عصبوي، فلماذا رفضوا الذهاب لاستفتاء شعبي على مستوى البلاد لإقرار أو رفض دستور مسودته كانت جاهزة ؟
سقط معمر القذافي ولديه عشرات الآلاف يقاتلون الى جواره، وبعضهم ظل يصرخ في الساحة الخضراء لأشهر ثم كانت منطقته " القبيلة " مصدراُ لثورة مضادة بعد مقتله، للسبب ذاته: الدافع العصبوي..
مع ذلك رحبوا بالحناجر، فهي أفضل من السلاح، واسألوا حلف صالح الحوثي نفسه الذي حول حشود المتظاهرين السلميين في تعز وبعض المحافظات الى ميادين للرماية والقتل وأخفق ولم يحز زعماءه وقطعانه سوى لقب إضافي كقتلة ومجرمي حرب ..
بإحتصار :
ليس ثمة مجتمع سوي في الدنيا، يخرج قسم منه لمباركة أعمال قتل وجرائم حرب بحق قسمه الآخر، الإ إذا كان متعصباً وجزءاً من آلة القتل نفسها..